ما ننتظره…
وائل علي
زاويتنا محلية لكن اهتمامنا وشغفنا لا يتوقف عن متابعة العربدة الإجرامية وخطة الإبادة الجماعية التي تقترف بحق شعبنا العربي الفلسطيني في غزة الذبيحة، والجنوب اللبناني المقاوم وسائر المدن الفلسطينية واللبنانية، وما يكتبه ويسطره مقاومو الفصائل الفلسطينية وحزب الله الأبطال، والخسائر الفادحة التي يتكبدها العدو الصهيوني بشقيها المعنوي النفسي والعملياتي المادي، والسمعة التي ارتجت واصطبغت بالنازية والفاشية الجديدة التي وصلت فظائعها عبر إعلامهم وبلغتهم للعالم أجمع الذي ابتلع لسانه القط كما يقال فلم يعد يرى ولا يسمع ولا يتكلم ولا يشعر…!؟
وبالعودة لمحلياتنا ومع بداية الحراك الحكومي بحلته الجديدة التي لم تتضح بعد معالم خطواتها التي لا تزال تتلمسها رغم البيان الحكومي الذي يناقشه البرلمان في جلساته الدورية المتتالية… يمكن القول إنا لمتطلبات والأولويات كبيرة وكثيرة والمتاح محدود والأداء الألمعي يحتاج للمزيد من الوقت إن لم نقل أننا نفتقر إليه ونفتقده كما هو باد وواضح…
مع ذلك يحتل تحسين الوضع المعيشي والقوة الشرائية وتقليص الهوة بين الدخل والإنفاق سلم أولويات ورغبات الناس بعيدا عن الفلسفة التي تحاول تنحية هذا المطلب بحجج وتفسيرات وتحليلات لها أول وليس لها آخر، ويتصدرها التضخم النقدي والتمويل بالعجز…
ولاننسى بطبيعة الحال مآسي وأوجاع النقل بكل أشكاله وتشعباته ، ومخاوف التخلي الحكومي عن سياسة الدعم التقليدي وهواجس التحول للدعم النقدي الذي يشغل الناس ويحتاج للمزيد من التوضيح والشفافية، ومشكلات التربية والتعليم، وهجرة العقول والشباب.. إلخ.
إن مواجهة تلك التحديات والتصدي لمجرياتها يستوجب عدم الاختباء خلف الإصبع واجترار والتماس الأعذار والمبررات بعد انكشافها وفقدان مصداقيتها، وإذا كانت المياه تكذب الغطاس فللمظاهر والمشاهدات التي نعيشها ونحياها كلام آخر ولغة أخرى، وإلا فلا شك أن هناك انفصالا عن الواقع يعيش بين ظهرانينا يحتاج بحد ذاته لمعالجة منفصلة لتقليص الفجوات التي تكبر وتباعد بيننا، وهذا يستدعي أداء استثنائيا يستفيد من كل التفاصيل وهذا ما ننتظره…