“جلسات تسكين الألم”.. الخط الثاني لتخفيف المعاناة بعد العلاجات المحافظة والجراحية
دمشق- حياة عيسى
تسكين الألم تلك الرحلة المليئة بالتحديات بين احتياج المريض وابتكارات العلم الحديث، يعكس المعركة الدائمة ضد معاناة أجساد لا ترحمها الأمراض من آلام الأعصاب المتناثرة كشرارات حارقة، إلى أوجاع الرياضيين التي تتراكم على مفاصلهم، وصولاً إلى السرطان الذي يلتهم الأجساد ببطء لا يرحم.
مشرف عيادة تسكين الألم في مشفى الأسد الجامعي، الدكتور أسامة عبد العزيز، بيّن في حديث لـ “البعث” أن الحاجة الملحّة لتسكين الألم، ولاسيما للمرضى الذين لا يمكن التداخل الجراحي في حالاتهم المرضية، استدعت إحداث عيادة تسكين الألم في مشفى الأسد الجامعي منذ أكثر من عشرين عاماً، لتكون العيادة الرائدة على مستوى القطر في مثل هذه العلاجات، والتي تشمل معالجة كافة الأورام بشرط ألا تكون منتشرة بشكل كبير، وألا يكون هناك انتقالات بعيدة، كونه في حالة الانتقالات يتمّ التوجّه للخط الثاني من المعالجة، وهو المعالجة الفموية أو المعالجة عن طريق حقن المورفينات، وذلك من خلال التقنيات الجديدة التي تغني عن الحقن تحت الجلد أو الحقن بالوريد أو الحقن العضلي، ومن خلال زرع مضخات مورفين داخل البطن وإيصالها إلى النخاع الشوكي لتقوم بحقن المسكن المركزي بشكل دوري ومستمر، وتكون التداخلات حسب حجم الألم ونوعيته، وحسب طرق معالجة الورم كالمعالجة الشعاعية أو أنه غير معالج.
وأشار عبد العزيز إلى أن تسكين الألم للورم المعالج بالمعالجة الشعاعية يتمّ من خلال دعمها وحرق بعض الجذر أو الضفائر العصبية التي تتسبّب بالألم الشديد عند المرضى، وتتمّ السيطرة عليها عن طريق جلسات تسكين الألم، علماً أن هذه الجلسات لمرضى الأورام غير معنية بمعالجة الورم بحدّ ذاته، بل تتضمن تخفيف الألم عند المريض حتى يستطيع ممارسة حياته بشكل طبيعي للوصول إلى طور الشفاء.
وأكد عبد العزيز أن مهمّة العيادة تخفيف الألم عند المريض، لافتاً إلى أن عيادة تسكين الألم تخدم مرضى الديسك والجنف والأمراض العصبية كالرضوض العصبية وانقطاعات النخاع والألم الشبحي والإصابات الحربية أو التمزقات العضلية عند الرياضيين أو الآفات الوترية والآلام الناجمة عن الأعصاب أو أي ألم حاد أو مزمن غير مسيطر عليه بالمعالجة المحافظة أو الجراحية، حيث يتمّ التداخل عليه بتسكين الألم.
وأشار عبد العزيز إلى أن عيادة مشفى الأسد تستقبل جميع المرضى من كافة المحافظات والمشافي، بما فيها مشفى البيروني بدمشق، ولاسيما أن تسكين الألم ميدان شائك يقف فيه الطب والعلم في وجه معاناة لا تهدأ، وهنا لا بدّ من الجمع بين أحدث تقنيات الطب وأساليب العلاج من أجل تحرير المريض من سجن الألم المستمر وتخفيف المعاناة وتقديم لمسة من الراحة لكلّ من تتقلبه موجات الألم.