روسيا تحذّر نظام كييف من محاولات الابتزاز النووي
موسكو-تقارير
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا ليست مستعدة للمفاوضات مع كييف فحسب، بل أجرت هذه المفاوضات، مشيراً إلى أن موسكو تقدر رغبة شركاء مجموعة “بريكس” في المساعدة في حل الصراع في أوكرانيا، مضيفاً: إن “محاولات إلحاق هزيمة إستراتيجية بروسيا مجرد وهم”، لافتاً إلى أن موسكو تظل دائماً ملتزمة بمنطق التعاون متبادل المنفعة مع الدول ولا تسعى إلى المواجهة، كما لفت إلى أن بلاده تنتهج سياسة خارجية بناءة وتؤيد تشكيل نظام عالمي عادل دون عقوبات وقيود غير مشروعة، موضحاً أنها تطور علاقاتها مع مختلف الدول حول العالم بناء على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، فيما أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا مستعدة لإجراء حوار متساو مع الولايات المتحدة، إذا أظهرت واشنطن جدية نواياها في التفاوض بنزاهة على أساس الاعتراف بالمصالح الوطنية الروسية، مضيفاً خلال رده على سؤال حول مستقبل العلاقات بين البلدين على خلفية الانتخابات الأمريكية: “يتركز التوجه المناهض لروسيا والمعادي للروس في السياسة الأمريكية على إجماع سياسي داخلي له طبيعة حزبية، وينظر إلى أوكرانيا هناك على أنها عنصر أساسي في الحرب الهجينة، التي تم إطلاقها ضد روسيا”.
من ناحيتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم أن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا منعت نظام كييف من تنفيذ برنامج نووي خاص به، لكنه لا يزال قادراً على صنع قنبلة قذرة، ونقل موقع RT عن قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي بالجيش الروسي الفريق إيغور كيريلوف قوله خلال إيجاز صحفي اليوم: “منعت العملية العسكرية الخاصة الجانب الأوكراني من تنفيذ البرنامج النووي الخاص به، وكان المنفذون الأساسيون لهذا البرنامج معهد خاركوف للفيزياء والتكنولوجيا الذي شارك علماؤه في البرنامج النووي السوفييتي، وكذلك معهد البحوث النووية في الأكاديمية الوطنية للعلوم في كييف”، مشدداً على أن محاولات الابتزاز النووي من جانب أوكرانيا تثير مخاوف جدية، كما أوضح أنه على الرغم من النقص الحالي في الإمكانات التقنية اللازمة لصنع أسلحة نووية، فإن القدرات الحالية تمكن كييف من صنع قنبلة قذرة، وأن نظام الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قادر على ارتكاب استفزاز باستخدام الوقود النووي “قنبلة قذرة” موجه ضد سكان روسيا ومصالحها وأهداف العملية الخاصة، فيما كشف كيريلوف عن تدريب ضباط جهاز أمن الدولة الأوكراني على استخدام القنبلة القذرة، حيث تتناول كتيبات التدريب الخاصة بهم كيفية تصنيعها وتفجيرها في مكان مزدحم، كذلك بين أنه “بعد محاولة فاشلة للاستيلاء على محطة كورسك للطاقة النووية، أرادت القوات الأوكرانية الاستيلاء على محطة زابوروجيه للطاقة النووية باستخدام راجمات صواريخ في إطار عملية أطلق عليها “دائرة القصر”، وأحبطت القوات الروسية هذه المحاولة”.
وأضاف: إنه وفقاً للمعلومات المتوفرة لدى الدفاع الروسية، فإن القوات الأوكرانية لم تتخل عن خططها للاستيلاء على منشآت الطاقة النووية الروسية بالقوة، فيما يمارس جهاز الأمن الأوكراني أنشطة تخريبية وإرهابية بحق موظفي محطة زابوروجيه الذرية، محذراً من أن وقوع حادث واسع النطاق في محطة كورسك للطاقة النووية يمكن أن يؤدي إلى انتشار الإشعاع إلى جزء كبير من أوروبا، كما نبه كيريلوف إلى أن قصف أوكرانيا للمنشآت الحيوية قد يؤدي إلى عواقب مماثلة لتلك التي وقعت في محطتي “تشيرنوبيل” و”فوكوشيما1″ للطاقة النووية، لافتاً إلى أن كييف تتأخر في تقديم تقارير للوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن كمية النفايات المشعة في منطقة تشيرنوبيل المحظورة، كما أنها تتهرب من منح خبراء الوكالة الدولية حق الوصول الكامل إلى جميع المرافق في هذه المنطقة.
من جهته، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن نظام كييف والغرب يبذلان الكثير من المحاولات والجهود لتدويل الصراع في أوكرانيا واتهام أطراف أخرى غيرهم بالمشاركة فيه، ورداً على سؤال حول ما إذا كان لدى الكرملين مخاوف بشأن تزويد كوريا الجنوبية لأوكرانيا بالأسلحة وسط تقارير عن مشاركة مزعومة لعسكريين من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في الصراع، أما بالنسبة لموضوع العسكريين الكوريين فلا يوجد شيء يمكنني إضافته إلى ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مؤتمره الصحفي في قازان”، وبشأن الاتهامات بأن روسيا حاولت التدخل في الانتخابات في مولدوفا، قال بيسكوف: إن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة، موضحاً أن قيادة مولدوفا لم تبد في السابق أي اهتمام بتطوير علاقات جيدة مع روسيا، لافتاً إلى أن مئات الآلاف من المواطنين المولدوفيين الذين يعيشون في روسيا حرموا من فرصة التصويت في الانتخابات على عكس أولئك الذين يعيشون في الاتحاد الأوروبي.
ميدانياً… أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استهدفت البنية التحتية للمطارات العسكرية وورشات إنتاج الأسلحة الصاروخية، ومنشآت الطاقة المستخدمة لدعم قوات نظام كييف فضلا عن تجمعات القوى البشرية، والمعدات العسكرية في 143 منطقة، وأسقطت أنظمة الدفاع الجوي الروسية قنبلة موجهة من طراز “هامر” مصنوعة في فرنسا، و17 طائرة أوكرانية دون طيار.