ثقافةصحيفة البعث

شلاش الضاهر: لكل شاعر قاموسه ومفرداته التي تشكل هويته المميزة

حمص- عبد الحكيم مرزوق

الشاعر شلاش الضاهر عضو اتحاد الكتّاب العرب، وحاصل على إجازة في اللغة العربية ودبلوم تأهيل تربوي، وصدرت له مجموعتان شعريتان ومجموعة شعرية إلكترونية عن “منصة بلا حدود” الأدبية المصرية، وله ثلاث مخطوطات شعرية بانتظار الطباعة.

بدأ الضاهر الكتابة في سنّ مبكرة وتحديداً في نهاية المرحلة الابتدائية، يقول: “بدأت بكتابة الأغنية وعلى أوزان الأغاني المتوارثة كالدلعونا واللالا والنايل، وفي بداية المرحلة الثانوية بدأت أتلمّس طريق الشعر العمودي عبر أبيات متفرقة تعبّر عن الحالة الشعورية الآنية، حيث كانت بداية مرحلة الشباب وتوهج المشاعر والأحاسيس”.

وعن دور قريته في تشكل وتفتح الموهبة الشعرية يقول: “المكان هو البيئة الحاضنة لنمو الموهبة الشعرية وتشكلها والبيئة الريفية التي أعيش فيها كانت وما تزال تشكل معالم القصيدة أو الأغنية التي كتبتها وأكتبها ومفردات الطبيعة في الريف كثيرة، بدءاً من الهواء النقي، مروراً بزرقة السماء وحقول القمح ورفوف الحمام وسواقي الماء إلى بساطة الحياة ومجمل العادات والتقاليد التي تنطلق من وإلى الإنسان بكل معاني حضوره، وتالياً فمفردات قصائدي لا تخرج عن إطار المفردات التي ذكرتها أقول في إحدى قصائدي من ديواني “أضمومة ياسمين”، متحدثاً عن قريتي الشرقلية:

فوق الثرى مثل الثريا قريتي

وطن البلابل والأيائل والصقور

فيها يمارس طقس حبه عاشقاً ويغرد العصفور

كم صبحتها السوسنات

وأفردت لـ مسائها النجمات

ألف ضفيرة من نور

يكفي بأن صديقها يدعى القمر

والشمس حسن تزورها ترتاح من هم السفر

ومن اشتعال العطر في شرفاتها تصطاد لحن الحب أنات الوتر

والكون يرفل بالهناء وبالسرور

ورداً على سؤال: أنت تكتب على أوزان الفراهيدي وتكتب قصيدة التفعيلة، أين تجد نفسك كشاعر وهل تكتب قصيدة النثر؟ يجيب: “القصيدة هي التي تفرض نفسها ولا أتصنّع كتابتها أبداً، فأحياناً تأتي القصيدة على النمط الكلاسيكي كشكل، وأنا أؤكد أن لكل شاعر قاموسه الشعري ومفرداته التي تشكل له هوية يتميّز فيها عن غيره والصورة الشعرية المبتكرة مطلوبة للابتعاد عن التقليد وإعطاء القصيدة نكهة حداثوية تواكب التطور الحاصل في الحركة الأدبية والشعرية، وقصيدة التفعيلة تشكل غالبية قصائد دواويني، حيث يمكن لتنوع القوافي والدفقة الشعرية أن تصل إلى آفاق جديدة ومواكبة للتطور المتسارع، أما عن قصيدة النثر فلا مكان لها عندي وأنا لا أعدّها شعراً، لأن النثر غير الشعر، وهو في المقالة والخاطرة والقصة، وكل أثر أدبي خال من الوزن فهو نثر لا علاقة له بالشعر أبداً”.

وفيما إذا كان عشق الوطن يؤدي إلى عشق المرأة أم العكس صحيح؟ يوضح الضاهر: “الأرض أنثى فهي أم لكل المحاصيل والثروات، والمرأة هي الأنثى التي تعمر الأرض، وكلاهما مرتع كبير للعشق ولا وجود لو كان بدون الأنثى والأرض”، أقول في إحدى قصائدي:

كم أيقظتني قصيدتي من غفلة

فأعدت ترتيب الحروف

بما يعيد أشعة الفكر الجميلة للتلال

يمضي بموكب حبنا الأزلي

ما بعد المحال

يمضي وأنت من بها بلسمت جرحاً ما يزال

يحكي حكاية عاشقين تماهياً

فإذا هما بوح العنادل في ترانيم الجمال

وعن مرتكزات كتابة شعر الغزل في شعره يقول: “شعر الغزل هو الشعر الذي يتحدث عن مكنونات العاطفة وحاجة الرجل إلى نصفه الآخر وللشعر دور بارز في إظهار أهمية المرأة ومكانتها في الحياة”:

ب شوق من مساءاتي خذيني

وفي وديان أشواقي اتركيني

لعلي والهوى يلهو بحزني

ألاقي من سيشعلها حنيني

وعن تجربته في كتابة الأغنية وهو واحد من شعراء الأغنية السورية، حيث غنّى له غالبية المطربين في سورية، يقول: “كتبت الأغنية منذ نعومة أظافري، وحصيلتي أكثر من ثلاثمائة أغنية، منها عشرون أغنية مصورة في التلفزيون، حيث حصلت أغنية “وطن الأبطال” على الجائزة الذهبية في “المهرجان الدولي العاشر للأغنية المقاومة” في بغداد وهي من إنتاج التلفزيون العربي السوري، الأغنية السورية ليست بخير بسبب فقدانها مقومات بنائها، وخاصة بعد انتشار وسائل التواصل الحديثة وغياب الرقابة”.