عدنان مهنا ومحاكاة الطبيعة والتراث في “آفاق وأعماق”
السويداء ـ رفعت الديك
حاكى الفنان عدنان مهنا بيئته بمنظوره فني عبر أربعين لوحة فنية جمعها معرض “آفاق وأعماق” الذي احتضنته صالة المعارض بقصر الثقافة في السويداء.
ولفت المعرض الجمهور في الكثير من الخصوصيات التي امتاز فيها، إذ جسد تجربة عميقة لفنان قدم رؤيته بمنظور عكس البيئة التي ينتمي إليها، مستخدماً العديد من الأساليب الفنية، ومتنقلاً بين مدارسها الانطباعية والواقعية والرمزية والتعبيري، ومتنوعاً في موضوعاته الاجتماعية والإنسانية والوطنية.
العميد المجاز الطيار وفق تسميته المهنية والفنان المبدع كما يسميه رفاقه يقول إنه حاول في هذا المعرض كسر المألوف عبر اعتماده على العمق الوجداني ليثير عند الجمهور تساؤلات كثيرة.
مهنا الذي استثمر إتقانه للخط العربي في إسقاط حالة الإبداع لديه على مساحات لوحاته التي حاكت الطبيعة والتراث يجد أن الفن يعبّر عن ذات الإنسان وثقافته وتفكيره ومدى ارتباطه بالواقع والبيئة، كذلك مدى حمله لهموم المجتمع وتطلعاته.
وحمل المعرض الذي هو الأول للفنان رسائل متعددة تلقفها جمهور السويداء، منطلقة من الخصوصية التي يحملها الفنان ذاته من طيار برع في التحليق بأجواء الوطن بين قمم الجبال وفوق السهول والوديان هو ذاته من أبدع بريشته عبر تقديمه لوحات يقول عنها الفنان التشكيلي علي أبو عسلي إنها متنوعة وشاملة بالأفكار والتجارب والمدارس الفنية التي تنتمي إليها، فتميز المعرض وفق أبو عسلي بالتقنيات المنفذة في اللوحات والألوان المدروسة والأفكار التي سخرت التقنيات والألوان لأجلها.
أما مديرة الثقافة في السويداء ليلى أبو فخر فوجدت أنه بمثل هذه المعارض تنشط الحركة الفنية في السويداء وتلبي الذائقة الفنية لجمهور المحافظة الداعم لمثل هذه النشاطات.
ولم يكن المعرض حالة فنية فحسب بل تحول في بعض جوانبه إلى حالة اجتماعية ربطت بين المهنا كفنان وطيار، إذ استذكر رفاقه بطولاته في الأجواء السورية وعشقه لسماء الوطن وأرضه وهو الطيار المجاز الذي خاض أشرس المعارك والمتدرج في المهام حتى قائد لواء ونال وسام الاستحقاق ووسام جريح حرب أحيل إلى التقاعد في تموز ٢٠١٦، ليفتح لنفسه مجالات عديدة في الرسم والشعر والرياضة ويشغل مهمة رئيس رابطة المحارىبين القدماء، وله مشاركات في معارض عدّة جماعية في مكتبة الأسد والإدارة السياسية ومحافظة السويداء ومشاركات فنية في مجلة جيش الشعب والفكر السياسي.