صحيفة البعثمحليات

استحقاقات إعلامية…

وائل علي

من محاسن الصدف “ربما” أن من يشغل رأس الهرم الإعلامي اليوم الذي يشرف على إدارة وتوجيه الخطاب والرسالة والملف الإعلامي قادم – كما هو معلوم – من خضم المطبخ والبيت الإعلامي المتلاطم، وهذا يفترض اتضاح الصورة وانكشافها، وأن لا خبايا تغيب ما يسهل الحلول والمعالجات ويقربها بأقل التكاليف وأسرعها – إن أردنا – أما الغوص في التفاصيل وتأكيد المؤكد وتفسير المفسر وتكرار سماع الآراء والمقترحات وسير الأوجاع وتقديم المذكرات فما هو إلا مضيعة للوقت وإطالة وتمويه لطريق الخلاص، فالصورة شديدة الوضوح والسطوع، وتشخيص العلة – بتقديرنا – مقروء للبعيد قبل القريب، فكيف لأبناء البيت!!

وعليه، ليس أمامنا إلا تحديد ساعة إطلاق شارة البدء، وفق برنامج وخارطة طريق زمنية تستفيد من تفاصيلنا وخبراتنا الإعلامية الزاخرة فكرا ومواهب وطاقات، وتوظيف للفرص الضائعة المتاحة بعد إعادة قوننتها وتبويبها وتنظيمها وتقديم المزايا والتسهيلات، ورفع السقوف، وتحريك مستنقع إحداث المدن الإعلامية الراكد، وإعادة الحياة للصحافة الورقية بكل أشكالها، وإفساح المجال أكثر وأكثر للراغبين بدخول ميدان الاستثمار في ميادين الصناعة الإعلامية والإعلانية في الداخل والخارج بتأسيس مشروعاتهم الإعلامية المرئية والمسموعة والإنتاجية والاكترونية، وسواها، بالطريقة التي تنسجم مع البيئة القانونية والتشريعية والإعلامية التي ستعمل على توفيرها المؤسسات الحكومية ذات العلاقة.

ولعل وجود اللجنة الإعلامية في المؤسسة التشريعية الممثلة بمجلس الشعب، والتي ترأسها زميلة قادمة أيضا من البوابة الإعلامية والنقابية بآن معاً، يفترض أن يسهم بتقديم حزمة من التسهيلات والميسرات التشريعية والتنفيذية بدفع الملفات الإعلامية العالقة بقوة إلى الواجهة ابتداء من تحسين الواقع المعيشي للصحفي، ومنع تسلل  المتطفلين والمتسلقين من الولوغ للبيت الصحفي، وتسريع إصدار قانون الإعلام واتحاد الصحفيين وتعديل قانون الجريمة الالكترونية، واستعادة نسبة طبيعة العمل كاملة وفق الراتب الأخير، وإزالة العوائق وتذليل العقبات التي تحول دون امتلاكنا للوسائل الناعمة المتطورة العصرية، وقبل هذا وذاك المنافسة..

وإذا كان أول الرقص حنجلة فإن النجاح بإعادة الصحافة الورقية وانتزاع قرار يسمح بنقل مجريات الوقائع البرلمانية على الهواء مباشرة مؤشر غاية في الأهمية، ورسالة تدل على حسن النوايا وفاعلية الحضور وجدواه، إلى جانب استصدار التشريعات والتوصيات التي تخدم العملية الإعلامية برمتها…

ولا شك أن تفاعل وتكامل الأدوار واستبعاد التدخلات سيوفر بيئة إعلامية عصرية ستعود بالنفع العام على كل المستويات وستنهض بمنتجنا الإعلامي ومؤسساته والعاملين فيه إلى أبعد الحدود ويعيده لأمجاده التي ضاعت وتاهت وسط الزحام…