قيّم كبيرة لفواتير الكهرباء.. 60% منها بسبب التقنين الكهربائي والباقي أخطاء إدخال
حمص – نبال إبراهيم
أبدى العديد من المواطنين استياءهم من ارتفاع قيمة فواتير الكهرباء بشكل غير منطقي، يصعب تحمّلها ودفعها لكونها تتضمن تراكم قيمة استهلاك عدة أشهر وربما أكثر على “حدّ قولهم”.
وأشار المشتكون في شكاوى وردت لـ “البعث” إلى عدم التزام العديد من قارئي ومؤشري العدادات الكهربائية بقراءة العدادات الكهربائية، وأخذ تأشيرة الاستهلاك بشكل دقيق ودوري ومنتظم، وعدم إدراج كميات الاستهلاك الفعلية في جداول القراءات، ما يتسبّب بصدور فواتير كهرباء صفرية أو بقيمة استهلاك ضمن حدودها الدنيا بشكل متوالٍ، وبعد عدة أشهر يمرّ القارئ على العداد ويضع الرقم الصحيح لقراءة العداد، وبالتالي تصدر بموجبه قيم الفواتير المرتفعة جداً.
مدير عام شركة كهرباء حمص المهندس بسام اليوسف عزا أسباب تعذّر المؤشر من أخذ التأشيرات إلى انقطاع التيار الكهربائي عن العدادات الإلكترونية لكونها لا تعمل لتفريغ البطارية من جهة، ووجود الكثير من العدادات الكهربائية داخل العقارات وعدم تواجد المشتركين في منازلهم حين قدوم المؤشر يمنعه من أخذ التأشيرات، وبالتالي يقوم بوضع تأشيرة صفرية وفق التعليمات لكونه لا يستطيع أن يضع تأشيرات تقديرية، وفي الدورة الكهربائية التي تليها قد يتمّ أخذ التأشيرات ويتمّ إنزال كمية الكهرباء المستهلكة، وبالتالي تصدر الفاتورة كبيرة عن دورتين أو ثلاث دورات، إلا أن الشركة تقوم تلقائياً بتشريح هذه الفواتير العالية بدون مراجعة المواطن، مؤكداً أن هذا الإجراء يخصّ فقط الفواتير المنزلية، أما التجاري فلا يتمّ تشريح الفواتير حتى ولو كانت الفاتورة السابقة صفرية، مشيراً إلى أنه تمّ تفعيل برنامج على تطبيق الواتس آب يمكن المواطن من تنزيل رقم التأشيرة عليه مباشرةً، كما يوجد رقم واتس خاص بالتأشير لمتابعة مشكلات تأشيرات المشتركين بسبب انقطاع الكهرباء وخاصة بالنسبة للعدادات الإلكترونية.
وأوضح اليوسف أن المؤشرين موجودون ومفرزون في كلّ أحياء المدينة ومناطق الريف تقريباً، وهناك جداول تسليم واستلام الدفاتر تجري في كل يوم أحد من كل أسبوع في المدينة والريف، وأي مؤشر يقصّر بعمله يعاقب ويحاسب ويسأل في عمله، وتمّ معاقبة عدد من المؤشرين وإنهاء تكليف عدد آخر منهم ونقلهم من مكان عملهم، علماً أن الشركة أجرت بعض التعديلات في دائرة التأشير وتمّ تغيير الكادر البشري فيها للتقصير في أعمالهم، وباتت حالياً المتابعة جيدة جداً بالكادر الجديد وجدولة كلّ التأشيرات والملاحظات والإدخالات في سجلات ورقية وبرامج الكترونية، وذلك لضبط أعمال التأشير وتدقيقها ومراقبة عمل المؤشرين والحدّ من صدور الفواتير العالية أو الصفرية.
بدوره أشار مدير شؤون المشتركين في الشركة المهندس حسان دياب إلى أن الشركة لديها جداول مراقبة لمراقبة عمل المؤشرين وتعطي رؤية عن عمل كل مؤشر، منوهاً بأنه من حق أي مواطن وفق نظام الاستثمار تقديم طلب اعتراض في كلّ دورة سواء كانت الفاتورة عالية أو نظامية أو غير نظامية، وأن طلبات الاعتراض إما يبتّ بها وتعالج أو ترفض أو الطلب يكون غير محق، مبيناً أن معدل طلبات الاعتراض كل دورة (في كل شهرين) ما بين 800 إلى 900 طلب اعتراض من أصل إجمالي عدد المشتركين على مستوى المحافظة البالغ 624 ألف مشترك، موضحاً أنه بنظام العمل في الشركة لطالما كانت طلبات الاعتراض بنسبة أقل واحد من الألف فإن الأمور جيدة حكماً، ونسبة الاعتراضات المسجلة في الشركة لا تتعدى نسبة 0.5 من ألف، ونسبة الرفض تبلغ نحو 15 إلى 20% لعدم دقتها وصحتها، وباقي الطلبات يتمّ تدقيقها ومعالجتها وتشريحها على الفواتير الصفرية.
وبيّن دياب أن إجمالي عدد المؤشرين حالياً يبلغ نحو 100 مؤشر بالمدينة والريف منهم 37 بالمدينة و63 في الريف، لافتاً إلى أن الحاجة الفعلية لنحو 45 مؤشراً في المدينة لتغطية كافة أحيائها ومناطقها، ويتمّ مواجهة النقص بالمؤشرين بالمدينة من خلال إقامة حملات جماعية بحيث يتمّ تكليف عدد من المؤشرين أسبوعياً بشكل دوري للمناطق التي لا يوجد فيها مؤشرون، بالإضافة للمناطق المخصّصة لها ريثما يتمّ تعويض النقص. وبالنسبة للريف قال دياب: يوجد حاجة لنحو 30 مؤشراً جديداً لتغطية احتياج الريف، مشيراً إلى أنه يتمّ مواجهة النقص بتكليف كافة عمال المركز من عناصر مراقبة وعناصر ضابطة عدلية وغيرهم بأعمال التأشير، بالإضافة إلى إعطاء ميزة صلاحية الفوترة إلى 12 مركزاً بحيث تتمّ عملية الفوترة ضمن هذه المراكز، وتخفّف الكثير من المشكلات والاعتراض ويتمّ معالجتها ضمن هذه المراكز قبل تصدير الفواتير.
وكشف دياب عن أن 60% من أسباب الفواتير الصفرية والفواتير العالية هي بسبب التقنين الكهربائي، والباقي قد تكون أخطاء من قبل المؤشرين وأخطاء إدخال ويتمّ متابعتها ومراقبتها، مشيراً إلى أنه تمّ إعطاء مهمّة رسمية للمؤشرين مستمرة على مدار اليوم بحيث بإمكانه أخذ التأشيرات في مختلف الفترات الصباحية والمسائية ومواكبة وصل التيار الكهربائي في تلك المناطق.