قطاع الدواجن بخير وتجاوز محنة صعبة.. عودة 60٪ من المربين للعمل وهناك تفكير بالتصدير
دمشق- رحاب رجب
عاد قطاع الدواجن ليتصدّر منصة الأحاديث المتداولة، والنقاشات، ولاسيما ارتفاع أسعارها المتوقع خلال فترة قصيرة مع الانخفاض التدريجي لدرجات الحرارة ودخول مستلزمات إنتاج لم تكن مستخدمة خلال فصل الدفء وهي المحروقات. صحيح أن هذا القطاع مرّ بظروف صعبة خلال سنوات الحرب ومنعكساتها السلبية التي شكلت خطورة عليه، وخاصة خروج عدد كبير من المربين عن دائرة الإنتاج، إلا أنه وبعد أن تنفّس الصعداء بعد تلك السنوات المريرة، فإن الكثير من المربين الذين عادوا للعمل ما زالوا يطالبون بدعم حكومي للاستمرار في العمل، والسؤال: كيف حال هذا القطاع اليوم، وهل تجاوز محنة تلك السنوات؟.
بالفعل، لقد تجاوز قطاع الدواجن المخاطر التي كانت محدقة به، وعادت عشرات المداجن للعمل، وذلك وفق ما أكده محمد جنن رئيس غرفة زراعة دمشق وريفها، حيث أشار إلى أن قطاع الدواجن بعد مروره بمرحلة صعبة حالياً، فقد تجاوز كلّ المحن، والوضع الصعب الذي مرّ به، لدرجة أنه يتمّ العمل اليوم على زيادة الإنتاج، وربما تصدير الفائض عن حاجة الاستهلاك المحلي. وأكبر دليل على تعافي قطاع الدواجن اليوم هو عودة عشرات المربين إلى دائرة الإنتاج، وبحسب مدير غرفة الزراعة فإن 60٪ من مربي الدواجن عادوا للعمل، بعد خروج ما لا يقلّ عن 80٪ منهم خلال سنوات الحرب على سورية، وهذه النسبة جيدة مقارنة بما عاناه هذا القطاع خلال تلك السنوات، فهو من القطاعات الاقتصادية الحيوية وتلعب دوراً مهماً في دعم الاقتصاد الوطني.
وتبقى مسألة الأسعار وتذبذبها بين الفينة والأخرى من المسائل التي يثار الجدل حولها، وتكثر فيها أسئلة المواطنين في كلّ مرة ترتفع فيها الأسعار، ليؤكد جنن أن تذبذب أسعار الدواجن والبيض يقف خلفه مجموعة من الأسباب، أولها ارتباط ذلك بالعرض والطلب، وكذلك مدى توفر مستلزمات الإنتاج وتكاليف تأمينها، لافتاً إلى نقطة مهمّة وهي أن ما نسبته 70٪ من مستلزمات استمرارية عمل المداجن مستوردة، حيث إن استيرادها محفوف بالمخاطر، وخاصة ما يتعلّق بالعقوبات الظالمة على سورية والتي قيّدت معظم عمليات الاستيراد للكثير من السلع، وليس فقط مستلزمات عمل المداجن، فهذا الأمر أثر بشكل مباشر على الأسعار، خاصة وأن مؤشر ميزان الصرف ليس مستقراً، لذلك يشكل هذا الأمر عاملاً في استقرار أسعار الدواجن والبيض وغيرها.
وتحدث مدير غرفة زراعة دمشق وريفها، أن معظم المحافظات المنتجة للبيض والفروج عادت للعمل، وفي مقدّمتها محافظة حلب، حيث عاد الإنتاج فيها بقوة، متجاوزة كلّ الصعوبات التي مرّت بها هذه المحافظة خلال سنوات الحرب، وهذا الأمر سينعكس بشكل مباشر على توفر المادة وزيادة المعروض منها في الأسواق المحلية، إلى جانب ذلك فقد عادت أيضاً معامل الأدوية البيطرية للعمل، الأمر الذي سيحقّق في الوقت نفسه حماية للطيور من الأمراض وغيرها، فبتوفر العقاقير الطبية اللازمة سيكون هناك موثوقية في الإنتاج. وبالنسبة للمحافظات الأكثر إنتاجاً للفروج، أكد جنن أن مدن ومناطق الساحل السوري هي من أكثر المناطق إنتاجاً للفروج، بينما تحتلّ دمشق المرتبة الأولى في إنتاج أكبر كمية من بيض المائدة على مستوى المحافظات المنتجة.
وعلى مستوى تأمين سلالات من أمات البياض، تشير المعطيات التي تحدث بها رئيس غرفة الزراعة بدمشق وريفها عن تأمين سلالة أمات البياض، حيث إنها ستدخل حيّز الإنتاج خلال العام القادم، لافتاً إلى أن هذه السلالة ستغطي إنتاج بيض المائدة لعامين متتاليين.