رياضةصحيفة البعث

اعتذارات المنتخب الجدلية تعيد مدرسة الأهلي إلى الواجهة!

حلب – محمود جنيد

يأخذ الحديث عن منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم منحيين: الأول تهكّمي ساخر على طريقة الكوميديا السوداء، بسبب تخلّف كثير من اللاعبين المغتربين من أصول سورية عن الالتحاق بمعسكر روسيا، والثاني على نطاق خاص احتفائي بالنسبة لنادي أهلي حلب وجمهوره، وبين هذا وذاك ينال اتحاد كرة القدم نصيبه بعد سلسلة النكسات والخيبات الكروية على مختلف الجبهات والفئات، مع تداول أحاديث عن عزله كلياً أو جزئياً مع طرح البدائل الجاهزة.
ورغم الجدل الحاصل حول المنتخب والأسباب الحقيقية الكامنة خلف الاعتذارات المتلاحقة وآخرها سيمون أمين، سبقه إلى ذلك بداعي الإصابة أو الظروف الخاصة المختلفة كل من داليهو، أوسو، شمعون، إلياس، العم، القاضي، ويس، جليل، فضلاً عن خريبين الذي طالما فرض إرادته على الجميع، إلا أن الرغبة بتمثيل المنتخب بقيمته الرمزية العظيمة التي ترفع شأن اللاعب وقيمته السوقية والمعنوية ضمن ناديه والوسط الرياضي والجماهيري، والالتزام بذلك في جميع الظروف والمناسبات، سواء كانت تحضيرية أو رسمية، لم يعد ضمن أولويات أولئك اللاعبين الذين تمّت معاملة بعضهم كعقود بعد أن دفع لهم لتشجيعهم على الانضمام لصفوف منتخبنا عكس آخرين اعتبروا أنفسهم مغبونين نتيجة المعاملة التمييزية حسب التسريبات.

وإذا أردنا تقييم الوضع بعيداً عن قصف الجبهات المتبادل بين المناهضين والموالين لأصحاب الشأن الكروي، والصراع المحتدم بين هجوم يقابله دفاع عن الاتحاد والمنتخب، فإن النتائج المحقّقة على أرض الواقع أصدق أنباء مع خروج منتخبنا الأول من الدور الثاني للتصفيات المؤهلة لكأس العالم ضمن مجموعة سهلة كان التأهل على حسابها متاحاً قبل الهزيمة أمام كوريا الديمقراطية والتعادل مع ميانمار المغمورة، مفرّطين بفرصة تاريخية لبلوغ حلم المونديال بعد زيادة العدد إلى 48 منتخباً، وبالنسبة لبقية المنتخبات والخيبات فحدث ولا حرج، وفيما سبق دليل على الخلل والفشل في إدارة الملفات العامة والفرعية المنبثقة مثل ملف اللاعبين المغتربين.

وبالنسبة للشق الثاني المتعلق بنادي الاتحاد – أهلي حلب، فقد كان الاحتفاء باستدعاء أربعة من لاعبي الفريق الأول (زكريا حنان، حسن دهان، محمود نايف، علي الرينة) ضمن القائمة الأساسية أو كبدلاء لمعتذرين، بمثابة إنجاز، إذ علق الحساب الرسمي للنادي على منصة التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “أيام الماضي الجميل تعود من جديد.. أبناء المدرسة الأهلاوية العريقة نسور يحلّقون في المنتخب الأول”، في حين اعتبر جمهور النادي أن التحاق أربعة لاعبين محليين بالمنتخب جميعهم من الأهلي، وكان أحمد أشقر، خامس المرشحين، دليلا على أن المدرسة الأهلاوية استعادت مكانتها وقدرتها على إنتاج المواهب المؤهلة لتمثيل المنتخب الأول، بينما يرى البعض الآخر ودون تبصّر بأن الموضوع فيه فخ، إذ تمّ سحب خيرة لاعبي الأهلي للمنتخب لأن النادي رفض تأجيل مواجهة الفريق الأول مع الوحدة ضمن الجولة الرابعة للدوري الممتاز إضعافاً للفريق، ليتسنى للمنافس مجاراته ولو لعب بعناصر الأولمبي.