محصول القطن.. إنتاجية متدنية والمطالبة بالدعم لم تجد نفعاً
دمشق- محمد العمر
أصبح قطاف محصول القطن في خواتيمه، وسط مطالب الفلاح المتكرّرة بانتشاله من معاناته وأزماته المتتالية في الزراعة في ظل تزايد تكاليف إنتاجه من أجور الفلاحة وقيم البذار والسماد والمبيدات الحشرية وحوامل الطاقة، ويأتي ذلك في وقت تتضاءل المساحات المزروعة بمحصول القطن وانخفاضها بأكثر من 60 بالمئة عن السنوات الماضية جراء التغيّرات التضخمية وازدياد العبء على الإنتاج.
تكاليف مرتفعة
وأكد عدد من الفلاحين الذين تواصلت “البعث” معهم أن القطن رغم أنه محصول استراتيجي، إلا أنه لم ينل الدعم الزراعي خلال هذا الموسم ولاسيما أن تكاليف إنتاجه ارتفعت بنسبة 15 بالمئة، بدءاً من الزراعة وحتى القطاف والتسويق وهي تكاليف لا قدرة للمزارعين عليها، ناهيك عن غياب التمويل الزراعي عن طريق المصارف التعاونية، حتى إن التسعيرة الحكومية للكيلو الواحد، ورغم النداءات المتكررة لزيادتها إلى 13 ألف ليرة سورية، لم تكن مجدية، ليتمّ تسعيره بـ 10 آلاف ليرة، ولم تختلف عن العام الماضي! ففي الحسكة مثلاً يؤكد الفلاحون أن مطالبهم تكرّرت ولم يتمّ الأخذ بها حتى الآن، وخاصة النظر بضرورة تسوبق القطن وشرائه عبر الجهات الحكومية المعنية، ونقله إلى المحالج عن طريق المورّدين، حتى لا يكون للسوق السوداء أي أثر، كما كانت عليه الحال في المواسم الماضية، كما تمّ تجاهل النداءات بافتتاح ساحة تجميع للأقطان في مركز الثروة الحيوانية التابع لفرع السورية للحبوب بريف مدينة القامشلي.
وأشار الفلاحون إلى أن توجيه الحكومة، بعدم الترخيص لزراعة القطن إلا على مشاريع الري الحكومي، أدّى إلى الاعتماد على الآبار، وهذا يعدّ مكلفاً جداً لأنه يحتاج كميات كبيرة من المحروقات، غير حاجة الآبار لمحركات ضخمة.
مطالب محقة
بدوره، رئيسُ مكتب التسويق في الاتحاد العام للفلاحين أحمد هلال الخلف توقع أن تصل الكميات المسوّقة من القطن هذا الموسم إلى نحو 20 ألف طن، في وقت لا زالت عمليات التسويق إلى الآن تتراوح بين 10 و11 ألف طن، علماً أن حاجة السوق المحلية من القطن تُقدّر بـ200 ألف طن، وتعتبر دير الزور من أولى المحافظات بمحصول القطن إنتاجاً بنحو 6 آلاف طن، يليها الرقة ثم حلب، إلا أن ما حدث، كان عكس التوقعات من حصول التغيّرات، خاصة وأن بعض حقول دير الزور أصابتها أمراض حشرية أدّت إلى ضعف الإنتاج، حيث وصل في بعض الحقول إلى 150 كيلو غراماً في الدونم الواحد، بعد ما كان متوقعاً بنحو 400 كيلو بالدونم، أي النصف اليوم، علماً أن الإنتاج في محافظة دير الزور يشكّل نحو 70 بالمئة من الإنتاج الكلي.
ولفت الخلف إلى أن الفلاح اليوم بحاجة إلى الدعم أكثر من أي وقت مضى، خاصة وأن هناك محاصيل استراتيجية لها الأولوية بالدعم، ومنها القطن والقمح، والفلاح إن لم يحصل على ما يغطي تكاليفه ونفقاته الباهظة سيخسر مما يعتبر خسارة للزراعة.