ندوة فكرية في ذكرى الحركة التصحيحية المجيدة في “دار البعث”
دمشق _ ميس خليل
أقامت اللجنة الشعبية العربية السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني، ومؤسسة القدس الدولية، وفصائل المقاومة الفلسطينية اليوم ندوة حوارية في الذكرى الرابعة والخمسين لقيام الحركة التصحيحية المجيدة على مدرج “دار البعث”.
وأكدت الكلمات أن الحركة التصحيحية بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد كانت علامة فارقة في تاريخ سورية الحديث، التي حولتها لتكون محور المنطقة وأساس استقرارها، مبينن أن القائد الأسد جعل من دمشق عاصمة المقاومة في وجه الكيان الصهيوني..
والبداية مع أمين عام حركة فتح الانتفاضة أبو حازم الذي تحدث أن الحركة التصحيحية كانت نقطة تحول مفصلية ليست في حياة السوريين فحسب، وإنما في حياة الشعوب العربية، وكانت منعكساً ايجابياً، وبداية لنهضة قومية حقيقية انعكست بشكل واضح على العلاقات العربية العربية، وعبّرت عن تطلعات وطموحات الجماهير، وكانت صرخة أمل صادقة نحو تحقيق أهداف الشعوب في الحرية والاستقلال، مؤكداً أنه لولا وجود سورية وقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي كان من الصعب أن يكون هناك ثورة في فلسطين وخارجها، مشيراً إلى أنه لازالت سورية بقيادة الرئيس بشار الأسد مستمرة في نهج التصحيح، وتشكل القلعة الصلبة في مواجهة الكيان الصهيوني التي قدمت الكثير من الدعم للمقاومة الفلسطينية للحفاظ عليها من خطر التصفية النهائية، ووقفت ضد أشكال التطبيع مع العدو.
وأكد أبو حازم أن الأحرار والأشراف في سورية وحزب الله والمقاومة الفلسطينية واليمن الشقيق وكل المناضلين هم وحدهم إلى جانب جماهيرهم سيظلون حماة القضية وحاملين راية فلسطين حتى التحرير.
من جهتها تحدثت الدكتورة بارعة القدسي، أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي العربي، أن الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد شكلت منعطفاً تاريخياً مهماً في تاريخ سورية الحديث، وجعلت من سورية دولة محورية في المنطقة .
وأكدت القدسي أن القائد المؤسس أعطى سورية الكثير الكثير، فمع حافظ الأسد كبرت سورية، وتحولت إلى قوة إقليمية كبرى، وانتقلت من دور المنفعل إلى دور الفاعل، وأصبحت اللاعب الأول والأكبر في محيطها .
وذكرت القدسي أنه منذ البدايات الجنينية للحركة التصحيحية، أي قبل سنوات وسنوات من ثورة التصحيح، ترسخت قناعة بالغة الأهمية في فكر القائد المؤسس حافظ الأسد، وهي التعددية الحزبية، فكانت صيغة الجبهة الوطنية التقدمية التي جاءت تلبية لضرورات وظنية واجتماعية وسياسة ملحة، فكانت تجربة فريدة تتميز بها سورية عن باقي الدول، ولعبت دوراً مهماً في مقاومة الضغوطات والتحديات الداخلية والمؤامرات الخارجية.
من جهته تحدث الدكتور خلف المفتاح، مدير عام مؤسسة القدس الدولية، أن الحركة التصحيحية شكلت إلى جانب تصحيح العلاقة بين سورية والدول العربية تصحيحاً للعلاقة بين حزب البعث وجماهيره، والانفتاح على القوى الوطنية والتقدمية في سورية لتتشكل وحدة وطنية يصعب اختراقها من أية قوى خارجية في ظل الاستعداد لحرب تشرين، عبر تمتين وتعزيز الجبهة الداخلية لتتعانق وحدة وطنية على المستوى الوطني، وتضامن عربي على المستوى القومي.
وشدد المفتاح على أن الحركة التصحيحية نقلت سورية من حالة الصراع الحزبي والسياسي إلى حالة التفاعل والتناغم المجتمعي والتعددية السياسية والاقتصادية، والانفتاح نحو المجتمع الأهلي والاستثمار الأمثل للرأسمال الوطني، والعودة للبعث لجذوره ومنابعه الأساسية بعد محاولات الدفع به نحو “المركسة” عبر اليسار الطفولي الذي لم يأخذ في الاعتبار خصوصية المجتمعات العربية، وخطأ استنساخ تجارب الشعوب الأخرى وإسقاطها على مجتمعاتنا.
وذكر المفتاح أن ما يشهده الحزب في الوقت الراهن من حراك تنظيمي يدخل في إطار استمرار التكيف مع مقتضيات الدستور النافذ وقانون الأحزاب، وهو ما يوسع دائرة الأمل في تحريك الحوض السياسي، والانفتاح أكثر على القوى السياسية وتمثيلاتها الحزبية وانخراطها الفعال في كافة مظاهر الحياة الحزبية والسياسية.
بدوره قال الدكتور مهدي دخل الله إن الحركة التصحيحية التي قادها المؤسس حافظ الأسد في السادس عشر من تشرين الثاني 1970، تعد منعطفاً في تاريخ سورية، وتحديداً لجهة جود قيادة للحزب والدولة والمجتمع تكون على مستوى إنجاز المهام التاريخية الصعبة، لذلك إن المرحلة التي قطعها نضال الحزب خلف القيادة التاريخية للتصحيح المجيد وقائده الأمين، هي مرحلة الإنجازات الوطنية والقومية الضخمة، وقد استنفدها النضال الدؤوب للرفيق الأمين العام للحزب القائد حافظ الأسد في المستويات الوطنية والقومية، فتم بناء سورية القومية المتماسكة داخلياً، وكانت تلك المرحلة مرحلة التأسيس، وبعد ذلك الانطلاق نحو البناء والتحرير في عمر الحركة التصحيحية، كما وضع القائد المؤسس أساليب العمل القومي قدماً إلى الأمام.