في أزمة النقل.. تصريحات لا تحاكي الشفافية المطلوبة
علي حسون
على الرغم من كثرة الاجتماعات والجولات الميدانية للمعنيين في محافظة ريف دمشق، ما زالت أزمة النقل ترخي بظلالها على حياة المواطنين اليومية، إذ تغيب السرافيس عن المشهد بحجة عدم تعبئة مادة المحروقات، في وقت تكتظ السرافيس نفسها أمام المؤسّسات والمدارس وشركات القطاع الخاص لنقل الموظفين والطلاب، ليبقى المواطن ضحية الانتظار وأمل الظفر بمن ينقله إلى مكان عمله أو جامعته على مرأى المسؤولين الذين يطلقون الوعود بالحلول من أروقة الاجتماعات أو اللقاءات الإعلامية، أو حتى الجولات الميدانية التي تصدر عنها أحياناً تصريحات وأخبار على صفحات رسمية بعيدة كلّ البعد عن الواقع، فيها إنكار للأزمة، وهذا ما يناقض ما بشّر به البيان الحكومي الشفاف الذي حمل ثقافة المكاشفة المطلوبة من أعلى المستويات.
فمنذ أسبوعين أو أكثر، أفادت محافظة ريف دمشق على صفحتها بعد جولة محافظ الريف على منطقة جديدة عرطوز بأن “الوضع عادي والسرافيس حاضرة”، وذلك نقلاً عن لسان المحافظ، علماً أن المنطقة المذكورة تشهد بشكل يومي اكتظاظاً كبيراً للمواطنين في ظلّ غياب السرافيس. ليتساءل متابعون: هل فعلاً كان المشهد كما نقل؟ أم أن المعنيين استبقوا الجولة وقاموا بحشد السرافيس ليظهروا – أمام المحافظ – أن أزمة النقل مفتعلة من الإعلام فقط، وأن الأمور على ما يُرام ولا يوجد أزمة؟!
ورغم الجهود والنوايا الجادة لإيجاد الحلول من المعنيين، إلا أن من غير المقبول “اجترار” تصريحات الماضي التي لم تعد تنطلي على المواطن الذي يعيش المعاناة اليومية مع أزمة نقل قد تكون جزءاً منها قلة المادة والتوريدات، وهذا لا يمكن لأحد إنكاره، إلا أن ثمة أموراً لا بدّ من أن تعالج بواقعية وشفافية للوصول إلى الحلول.