اللجان الفنية لكرة القدم.. خدمات ذاتية ومصالح شخصية
ناصر النجار
انتهت انتخابات اللجان الفنية لكرة القدم في معظمها، إن لم يكن كلها، والأخبار المتداولة تؤكد أنه لا جديد في هذه الانتخابات، وأغلب الكرويين الذين يشغلون هذه اللجان بقوا في مناصبهم، أي لا يوجد أي تغيير، وربما هناك تغيير طفيف لا يقدّم ولا يؤخر. ومن خلال المتابعة لعمل أغلب اللجان الفنية نجد أنها تدور في فلك المصالح الشخصية الذاتية، فالأهم هو مصلحة العضو، والمهام الموكلة بهذه اللجان هي آخر اهتماماتها، ودوماً يحرص الأعضاء على رضا أصحاب القرار، سواء في اتحاد كرة القدم أو في اللجان التنفيذية التي تتبع لها هذه اللجان.
فوائد اللجان الفنية محصورة بالإشراف على البطولات الفرعية على مستوى المحافظات وإقامة النشاطات الودية، وكلّ هذه النشاطات والبطولات مأجورة، أيضاً الدخول في سلك المراقبين أو المنسقين أو مقيّمي الحكام، فضلاً عن عضوية اللجان العليا في اتحاد كرة القدم، ولا ننسى أن نقول: إن اللجان الفنية هي جسر عبور نحو مراكز أعلى كعضوية الأندية أو اتحاد كرة القدم أو اللجان التنفيذية.
في الأصل، فإن اللجان الفنية في المحافظات هي اتحاد كرة قدم مصغر تُعنى بالشؤون الكروية على مستوى المحافظة من خلال تأهيل الكوادر الإدارية والفنية والحكام، وهي مهام مهمّة في عالم كرة القدم، ونؤكد على الأمور الإدارية والتنظيمية التي باتت تطلب كوادر مؤهلة تعمل على برامج الحاسوب المتطورة وتتقن اللغة الإنكليزية، وهذه الكوادر تحتاجها كرتنا لأن الكوادر المؤهلة بهذه الاختصاصات قليلة إن لم تكن نادرة.
كرة القدم باتت تحتاج إلى خبرات تقنية مثلما هي بحاجة إلى خبرات تحكيمية وفنية، لذلك كان من المفترض أن تسعى اللجان التنفيذية لتفعيل هذه الخاصية في اللجان الفنية عبر ترشيح أكاديميين من أسرة كرة القدم لديهم المعرفة بعلوم الحاسوب على سبيل المثال، ليتمّ نشر البرامج والتقنيات الحديثة في الأندية التي تحتاجها.
كرة القدم أصبحت علماً، والتعامل بكلّ تفاصيل كرة القدم بات بحاجة إلى أكاديميين، فكل الأخطاء التي وقعت بها أنديتنا في تعاملاتها مع المدرّبين واللاعبين المحترفين على سبيل المثال كانت بسبب الجهل، والتعاقد مع اللاعبين والمدرّبين على كل المستويات بات يحتاج إلى هذه التقنيات وإلى اتقان اللغة الإنكليزية حتى لا نقع في فخ السماسرة ومن في حكمهم.
الإشاعة الأخيرة التي أطلقها البعض عن تغيير اتحاد كرة القدم، لا تسمن ولا تغني من جوع، فأي تغيير سيقع هو تغيير وجوه وهذا لا يقدّم ولا يؤخر، لأننا بحاجة إلى تغيير فكر، وما دامت اللجان الفنية بقيت على حالها فاتحاد كرة القدم مولود من هذه اللجان، وبالتالي لا جديد تحت الشمس.