مع غياب المازوت.. الحطب يسجل إقبالاً وارتفاعاً للطن الواحد لـ 2 مليون ليرة

مع قدوم البرد وحلول فصل الشتاء يتحضّر الأهالي في محافظة طرطوس لتأمين ما تيسّر من وقود التدفئة من مازوت وحطب وتمز الزيتون، حيث تحمل يومياتهم الباحثة عن مصدر الدفء هموماً وصعوبات إثر ارتفاع الأسعار وعدم القدرة على توفير الوقود بكميات كافية لزوم أشهر الشتاء الطويلة وما تحمله من صقيع وبرد قارس، ولاسيما في المرتفعات الجبلية بعد أن ارتفع سعر طن الحطب هذا العام إلى أكثر من مليوني ليرة، ويمكن أن يزداد عند كثرة الطلب عليه مع اشتداد حدة البرد وقساوته، حسب تأكيدات المواطنين. ولذلك كانت تحضيرات أهالي الجرود تسبق أهالي المناطق والسهل نتيجة البرد القارس لديهم، ومع ذلك فالمعاناة واحدة لأن الأسعار ذاتها، إذ أشار المواطنون إلى أن سعر طن الحطب تراوح بين مليون و٧٠٠ ألف إلى أكثر من مليوني ليرة حسب العرض والطلب ومدى تحكم التجار بحاجة الناس، في حين أن سعر كيلو التمز الناتج عن عصر ثمار الزيتون ١٢٥٠ – ١٣٠٠ ليرة، وأسطوانة الغاز لا تكفي الكثير من العائلات التي تضطر إلى شرائها بالسعر الحر الذي وصل إلى ٥٠٠ ألف ليرة، في الوقت الذي سجلت آلاف العائلات على مازوت التدفئة، لافتين إلى أن الـ٥٠ ليتراً التي ستوزع دفعة أولى لا تكفي الأسرة أكثر من أسبوع، كما أن عائلات سجلت على كمية المازوت “الحر” على البطاقة وذلك العام الماضي ولم تمنح بعد!

ومع صعوبة توفير وقود الشتاء يبرز الإقبال على مدافئ الحطب في مناطق المحافظة عموماً وفي الريف الجبلي خصوصاً، وذلك إثر الفائدة المزدوجة التي تقدّمها تلك المدافئ من تدفئة وطبخ بآن واحد، حيث تلجأ ربات المنازل إلى تحضير وجبة الغداء على مدفأة الحطب، كما تقوم بتسخين المياه لأفراد عائلتها لزوم الاستحمام، وإعداد وجبات كثيرة على المدفأة التي تعوّض عن استخدام الغاز الذي تطول مدة استلام رسالته. وأمام ذلك، يمتهن تجار الحطب قطع الأشجار من الحراج والغابات، وتعلو أصوات مناشيرهم أحياناً في وضح النهار، ويبيعون تلك الأحطاب للمواطنين بأسعار متفاوتة دون حسيب ورقيب، إذ بيّن أحد بائعي الحطب أن سعر الحطب يختلف، إن كان رطباً أو يابساً، فالحطب الأخضر أقل سعراً من اليابس، كما أن أفضل وأغلى أنواع الحطب هو السنديان والبلوط ثم حطب الزيتون والتين، ليسجل الحطب المنوّع والمخلط بين توت وزيتون وسرو سعراً أقل، مبيناً أن لكل نوع وحجم سعراً محدداً حيث يختلف سعر “القرامي” الكبيرة عن الحطب العيدان.

وعن مصدر الأحطاب، أوضح البائع أنه يأتي بها من الأراضي الزراعية.