صحيفة البعثمحليات

هل تستمر عقدة العام الأسوأ؟

غسان فطوم

بقي بعمر العام الحالي 41 يوماً، وفي نظرة تقييميه ليومياته يمكن وصفة بـ “العام الثقيل” على السوريين، وهذا الوصف ليس خيالياً، بل قائم على معطيات الواقع الذي لم يشهد تحسناً ملموساً، فلا التضخم تم ضبطه، بل زاد إلى حدود غير مسبوقة، ولا الليرة “الحزينة” تم إنعاشها، ولا الفلاح والصناعي تحققت مطالبهم، أما عن حال الخدمات فحدّث ولا حرج، فقد تدهورت إلى الحدود الدنيا. وبالمحصلة، أدى كل ذلك إلى تأزم اقتصادي وضيق معيشي تجلّى بتراجع ملحوظ في الإنتاج والاستهلاك، ما يعني  أن الحال استمر على ما كان عليه في العام 2023 الذي تم وصفه فيما سبق بأنه أسوأ عام يمر علينا، وأيضاً عامي 2021 و2022 “حظيا” بالصفة نفسها، الأمر الذي شكّل عقدة مؤلمة ننتظر فكّها!

لا نريد هنا أن ندخل في تفاصيل الأرقام الأممية حول الوضع في سورية، فتلك الأرقام لها غايات معروفة، بل نحن بغنى عنها، فيوميات واقعنا الصعب لا تحتاج إلى إثبات، وهذا ما يدعو للسؤال: هل من وصفة سحرية تنقذنا من هذا العجز؟

هذا السؤال هو لسان حال الجميع، ونحن مع بداية عهد حكومي جديد بشّرنا في بيانه أمام مجلس الشعب بأن الأمور ستتحسن في القادمات من الأيام، من خلال عزمه على إتباع تدابير وإجراءات مغايرة، بعيداً عن ردات الفعل الانفعالية التي كانت تتعامل بها الجهات التنفيذية على مدار عقود مضت بالكثير من النقاشات والحوارات والخطط، ولكن بالنتيجة بقيت الأمور برسم الوعود والانتظار الممل، وللأسف “غودو” لم يأتِ حاملاً بشائر الفرج والفرح!

بالمختصر، حتى يكتسب العام القادم الجودة ويزيح عن كاهلنا العبء الثقيل، يجب على أصحاب القرار “المتحمسين” العمل على عدة أمور أهمها: تحسين بيئة الاستثمار بقوانين مرنة تعطي الأمان للمستثمرين، وتمكين المزارعين والصناعيين من مستلزمات عملهم بكل أريحية، فقد أرهقتهم الخسائر، أيضاً يجب العمل على تصحيح سلم الأجور والرواتب وزيادتها بما يتناسب مع جنون الأسعار، كما يجب اتخاذ قرارات وخطوات جريئة لتغيير السياسة النقدية الحالية التي قيدت كثيراً حرية “حركة الأموال و البضائع وحتى حركة بيع و شراء العقارات والسيارات”، بالإضافة إلى اعتماد مبدأ الكفاءات وليس المحسوبيات في المفاصل الإدارية الحساسة، وغيرها من إجراءات وخطط إصلاحية إصلاحية بتنا بحاجة ماسة لها.

نظرياً، الحكومة تملك مفاتيح الحل للقيام بالإصلاح – الاقتصادي على وجه الخصوص – بحسب تأكيداتها في اجتماعاتها الأسبوعية، ولقاءاتها مع الفعاليات المختلفة، لكن يبقى الرهان والعبرة في التنفيذ، خاصة وأن الأولويات مزدحمة على السلم، فمن أين نبدأ لنوقد شعلة الأمل ونتخلص من عقدة “الأسوأ”؟