الألبسة الشتوية.. ركود في الأسواق وضعف المنافسة في الخارج!
دمشق – محمد العمر
يعتبر هذا الشتاء مميزاً للغاية لجهة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية، والتي ازدادت عن الموسم الماضي بنسبة تصل إلى أكثر من 30 بالمئة على الرغم من استقرار سعر الصرف، لتصبح خارج القدرة الشرائية لأغلب العائلات، ويرجع الصناعيون اليوم غلاء الألبسة السورية وتراجع المبيعات لديهم إلى ارتفاع المواد الأولية في الإنتاج، والتي باتت مستوردة، مما جعلها ضمن الحلقة الأضعف عالمياً.
كلف مرتفعة
خلال جولة لـ “البعث” على الأسواق بدمشق، أكد العديد من أصحاب المحلات، ومنها الصالحية والشعلان والحميدية، أن أسعار المعاطف الشتوية وكنزات الصوف قد ارتفعت أكثر من 30 بالمئة عن العام الماضي، ومنها قد ارتفع إلى 40 بالمئة كبناطيل الجينز وكنزات القطن، حيث يتراوح سعر الجاكيت بين 450 ألفاً ومليون ليرة، في حين سعر المانطو الشتوي للنساء بين 800 ألف ومليون ومائتي ألف ليرة، حسب النوعية، وهناك من الأقمشة الجلد الطبيعي والجوخ الثقيلة التي تصل إلى مليون ونصف المليون وأكثر، كما أن أسعار الكنزات الشتوية بين 300 ألف و500 ألف، أما الحذاء الشتوي الجيد فيبدأ سعره من 350 ألف ليرة.
تاجر ملابس في الحميدية ولديه مشغل تصنيع، عزا ارتفاع الأسعار الألبسة هذا الموسم إلى جملة عوامل، منها زيادة كلفة الإنتاج عن العام الماضي، وخاصة أسعار المحروقات والكهرباء بالدور الأول، وزيادة الرسوم والضرائب وأجرة الأيدي العاملة والشحن، لافتاً إلى تراجع مبيعات الملابس الشتوية بشكل كبير نظراً لتضخم مواد الإنتاج.
عقبة المنافسة
بدوره عضو مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق وريفها رئيس قطاع النسيج الصناعي نور الدين سمحا لم يخفِ أن الأسواق اليوم مصابة بالجمود والركود أكثر من ذي قبل، مع توفر المعروض من الألبسة وبشكل كبير، لكن ضعف الطلب وانخفاض القدرة الشرائية أدى لانخفاض المبيعات في قطاع الألبسة، فالمتطلبات الأساسية للمواطن باتت هي الأساس من المأكل والمشرب وشراء المستلزمات الضرورية من حيث أهميتها، لافتاً إلى تضخم ارتفاع التكاليف الإنتاجية جراء حوامل الطاقة، وأهمها الكهرباء وتوفر المحروقات كالمازوت والفيول، مما اضطر الصناعي لشراء هذه المواد من السوق السوداء، هذا إن توفرت أيضاً! وهذا الأمر خلق عقبة كبيرة أمام استمرار بعض المعامل والمنشآت مما أدى لتوقفها وخروجها، حتى إن معامل الألبسة التي تعمل اليوم هي تعمل بأقل من طاقتها بكثير عن السابق!.
وأكد سمحا أن ارتفاع أسعار مدخلات الإنتاج في الصناعة جعل المنافسة صعبة في الأسواق الخارجية، وقد أثر ذلك في تصدير الألبسة وأخرجها من المنافسة مع الدول الأخرى المجاورة، دالاً على أن ارتفاع التكلفة المتزايد جعل الصناعي في وضع لا يُحسد عليه، حتى إن الأسعار للأقمشة قد ارتفعت عالمياً بنسبة تزيد على 45 بالمئة وهي بارتفاع مستمر عن السابق، فكيف للصناعي البيع بالخارج وبضاعته مرتفعة مقارنة مع الدول المجاورة، ولاسيما أن النسبة ليست قليلة تصل إلى أكثر من 50 بالمئة.
ويتفق الصناعي عاطف طيفور مع غيره من أن ارتفاع الألبسة في الأسواق مردّه ارتفاع مواد الإنتاج الداخلة في الصناعة، فناهيك عن حوامل الطاقة وتبعاتها السلبية، هناك انخفاض بإنتاج مادة القطن التي كانت موجودة في السابق بكثرة، وكانت الأسعار للألبسة مقبولة للمواطن، لكن اليوم أغلب المواد الأولية مستوردة، مما جعل صناعة الألبسة أغلى من دول الجوار، إذ لا يمكن للصناعة التواجد والمنافسة بالأسواق الخارجية بمواد وأقمشة مستوردة!