الاتحاد المهني لعمال البناء والأخشاب: لابد من قرار جريء لإيقاف معملي إسمنت طرطوس وحماة
دمشق – بشير فرزان
أكد خلف حنوش، رئيس الاتحاد المهني لعمال البناء والأخشاب، أن المناقشات المستفيضة التي شهدتها جلسة مجلس الوزراء حول بعض الآثار البيئية والصحية السلبية لعدد من المنشآت الكبيرة، كمعملي الإسمنت في طرطوس وحماة ومصفاة ومعمل الأسمدة في حمص، تبيّن مدى الحرص على اتخاذ إجراءات عاجلة تخفّف من الانبعاثات الضارة وتضمن الصحة العامة للمواطنين والسلامة البيئية، لافتاً إلى أنه في عام ٢٠١١، وقبل الأزمة وما قام به الإرهاب من تخريب وتدمير للشركات، اتخذت الحكومة قراراً بإيقاف معمل إسمنت الشيخ سعيد التابع لشركة الشهباء، على الرغم من أنه كان ينتج الإسمنت المقاوم، ويعمل به نحو ٤٠٠ عامل، وأن الطن الواحد من الفيول لم يكن يتجاوز ٦٠٠٠ ليرة سورية، والخطوط كانت تعمل بكامل طاقتها الإنتاجية الثلاثة، والمقالع تكفي لعشرات السنوات، وذلك نتيجة تلوث المنطقة والأضرار التي لحقت بالممتلكات الزراعية والزحف السكاني.
وأشار حنوش إلى أنه آن الأوان لاتخاذ قرار حكومي جريء بإيقاف معملي إسمنت طرطوس وحماة، لأن لكلا المعملين آثارهما البيئية المدمّرة على المناطق الزراعية المحيطة بهما من جهة، ولنسب الإنتاج المنخفضة فيهما من جهة أخرى، لأن أن أي خط إنتاج إسمنت – كما هو معروف عالمياً – ينتج أقل من ٧٠% من الطاقة المخططة، فهو خاسر بدون أدنى شك، وخاصة في ظلّ الارتفاع الكبير جداً في حوامل الطاقة، حيث يصل سعر طن الفيول اليوم إلى ثمانية ملايين ليرة سورية. وأوضح أن العمرات التي تمّت لتلك الخطوط بدون أي جدوى للأسف، وهناك استهلاك كبير للكهرباء، وبالتالي ليس هناك أي جدوى اقتصادية من تشغيلهما مهما كانت المبررات والأعذار، لذلك فإن الاستمرار في ذلك هو استمرار لنزيف المال من الخزينة العامة للدولة، فالأولى اليوم اتخاذ مثل تلك القرارات المهمّة والتي بالنهاية حكماً ستكون للصالح العام، والمحافظة على الأيدي العاملة تأتي بالمقام الأول، وهذا ما حصل لعمال إسمنت الشيخ سعيد.