البرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع.. شراكات مع الجمعيات الأهلية والوزارات والمنظمات الدولية
دمشق- حياة عيسى
ما زال العمل مستمراً على أكمل وجه لإنجاح برنامج الكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، ولاسيما مع وجود شراكات على مستوى الوزارات والمنظمات الدولية والأهلية، بهدف إيصال طفل نقص السمع إلى برّ الأمان ليكون طفلاً طبيعياً أو أقرب للطبيعي، وفق ما أكده الدكتور حسام حديد عضو لجنة الكشف والتدخل المبكر لنقص السمع في وزارة الصحة.
وبيّن حديد في حديث لـ “البعث” أن العمليات وتشخيص الحالات مستمران، وكذلك تعزيز الوعي بخصوص المسح السمعي خلال الشهر الأول من عمر الوليد، كون البرنامج الوطني لنقص السمع عند حديثي الولادة يتناول حالات نقص السمع الوليدي لكشفها وتشخيصها والتدخل عليها بوقت مبكر لتدبيرها بطريقة سليمة ذات جدوى من خلال المعينات السمعية، أو عبر زرع الحلزون والتأهيل الكلامي اللغوي الطبيعي، والهدف – حسب حديد – إجراء المسح السمعي لكافة الولدان على اتساع رقعة الوطن، وكشف تلك الحالات بشكل مبكر والتدبير والتدخل عليها بشكل جيد للوصول إلى طفل طبيعي أو أقرب للطبيعي، مع الإشارة إلى أن ما ذكر يتطلّب استمرارية تُبنى على التوجّه نحو افتتاح مراكز مسح سمعي واستقصاءات جديدة بالتزامن مع تدريب كوادر جديدة، ولاسيما بوجود دورات لتدريب الأطباء الاختصاصيين على الاستقصاءات السمعية الضرورية لتشخيص الحالات ومتابعتها ضمن البروتوكول الوطني، إضافة إلى البرنامج المستمر الموازي للعمل، وهو تأهيل الأطباء المعمّق على زرع الحلزون الذي تمّ الوصول به إلى مراحل متطورة.
وعرج حديد على الإحصائيات الأخيرة للبرنامج، حيث تمّ إجراء مسح سمعي منذ بداية البرنامج لنحو 40 ألف طفل، كما تمّ الوصول إلى تشخيص نحو 30 ألف طفل، وتمّ تركيب المعينات السمعية لنحو 27 طفلاً وتمّ ترشيح لزرع الحلزون نحو 11 طفلاً، وحالياً تمّ الزراعة لـ5 أطفال، مع الإشارة إلى وضع أجهزة جديدة بالخدمة كـ”أجهزة جذع الدماغ الماسح” التي تمّ إدراجها ضمن البروتوكول، وحالياً تمّ إدراج 5 أجهزة بالخدمة في المشافي والمراكز التي تضمّ حواضن وأطفالاً عاليي الخطورة، كونه يساعد على تقليل التحويل لمراكز الاستقصاءات لبعض الحالات التي يشكّ بها كمرحلة أولى قبل الانتقال للاستقصاءات الأعلى التي تتضمن تخطيط جذع الدماغ والاختبارات السمعية الأخرى.
من جهتها كلوديا توما عضو مجلس أمناء منظمة آمال، بيّنت أن هناك مجموعة شركاء بالبرنامج الوطني للكشف والتدخل المبكر لنقص السمع عند حديثي الولادة، كون التدخل يعتبر مسؤولية اتجاه الأطفال لاكتشاف والتدخل بوقت مبكر وناجح للوصول إلى النتائج المرجوة، علماً أن التدخل هو جزء من سلسلة خدمات يقدّمها البرنامج والتي تبدأ بالكشف، ليليها التشخيص والتدخل للوصول إلى تركيب الحلزون والتأهيل، وهذا الشيء في حال تمّ في الوقت الصحيح وضمن البروتوكول من شأنه إيصال الطفل إلى تأهيله في الوقت المناسب وبشكل صحيح لتشكيل لغة للتواصل مع المجتمع.