لواء الأفعال…
وائل علي
ثمة صياغة مختلفة لأخبار الاجتماعات الرسمية الدورية، الاعتيادية وغير الاعتيادية، التي تتابعها وتعقدها الحكومة وتسوقها للرأي العام المتعطش لقطف العنب وباقي الثمار التي تأخر ويتأخر نضجها، وبالأصح “إنضاجها”، لأنها تحتاج ليس لنار هادئة، بل لنار أكثر حماوة ووهجاً واتقاداً لتقليص الفجوة والهوة الشاسعة بين ما يحكى ويقال، والواقع والحقيقة، لتعويض ما فات – ولو بالحدود الدنيا…
وبغض النظر عن الشكليات والأسلوب، فإننا لا نريد أن نغرق في طين الأوجاع أكثر، ونغوص في تفاصيل ومنعرجات ودهاليز تأخذنا بعيداً عن الهدف المنشود المرجو، ولسنا هنا – بطبيعة الحال – بوارد رمي وقذف الكرات جانباً، ولا دفعها للأمام، بل الاشتغال على صدها وفكفكة عقدها وإدخالها غرف العناية، لا الانتظار…
صحيح أن الظروف صعبة والتحديات كبيرة وكثيرة، لكننا نرفض التعاطي والتعامل معها بلغة المستضعفين، لأننا ببساطة شديدة لسنا كذلك، ولدينا مالدينا من المخازين المعرفية والتكتيكية والاستراتيجية للنهوض والإقلاع بسرعة صاروخ لو شئنا وأردنا، وما علينا إلا نبش مكامن القوة وإطلاق العنان لها أينما وجدت، سواء في خزائن “المال الجبان” المغلقة بفعل كثرة اللاءات المثبطة بدواعي الحرص المبهم وما شابه، أو في الأدمغة والعقول والخبرات والأفكار والنصائح المهملة التي لا تسمع، وتلقى جانبا، وذلك كرمى – على الأقل – للتضحيات السخية التي قدمت باندفاع وحب وتفان وصبر قل مثيله ونظيره، واستثمار ما سبق وتسخيره ليكون في خدمة البلد والمجتمع، وتحت الطلب، وقطع الاصبع – إن صح التعبير وجاز – كي لا نختبئ خلفها، وخلق المبررات والحجج التي حفظنا سيناريوهاتها “المرفوضة” عن ظهر قلب حتى كرهناها لكثرة تردادها…
وبرأينا أننا قادرون أن نفعل، لكن ربما نحتاج لتلك الخلطة السحرية التي لا نزال نفتقد مكوناتها من الحماية والجرأة والمبادرة والإرادة والثقة… وعلينا أن ندرك أن لا مكان بعد الآن للتردد ومضيعة الوقت، قبل بلوغ خط النهاية، ما عدا ذلك يبدو زركشة وتجميلا وذرا للرماد، سيما أن لدينا من الملفات والقضايا المعروفة والمشكلات الضاغطة التي تصلح للانطلاق إثباتا لحسن النوايا، وانسجاما مع ما يراد للعمل الحكومي أن يحمل ويعنون لواءه…