الفتوة يعود إلى نقطة الصفر وتغيير المدربين نقطة ضعف الدوري
ناصر النجار
نقطة ضعف كرتنا هي عادة تغيير المدربين التي على ما يبدو أنه باتت مكرسة في كل موسم لدرجة أنها أصبحت ركناً من أركان الدوري الكروي، فلا يمكن للدوري أن يكتمل دون أن تتكحل أعيننا برؤية كل مدربينا يطوفون على الأندية بالتتابع!
وهذا يدل كما أشرنا سابقاً إلى سوء العمل الإداري في الأندية وضعف الفكر الكروي، وانعدام الرؤية المستقبلية في كيفية رعاية كرة القدم وتطورها ونهضتها، وكل ذلك يعود لأن أمور كرة القدم في الأندية موكلة لغير أهلها.
والاستقالات الثلاثة التي جرت في الدوري بعد عشرين مباراة غير محقة إلا في حالة واحدة، فعملية تغيير المدرب في نادي أهلي حلب كان القرار الذي صحح مسيرة الفريق وأعاد المدرب الذي نجح مع النادي في الموسم الماضي، بيد أن القرار الخاطئ الذي اتخذته إدارة النادي بتعيين المدرب السابق أفقدها خمس نقاط كان من الممكن ألا تفقدها أو أن تكون خسارتها أقل.
وتأتي عملية استقالة مدرب الوثبة معن الراشد بغير مكانها وتوقيتها خاطئ، والمدرب حقق في المباريات السابقة نتائج جيدة والخسارة مع فريق بمستوى حطين على أرضه منطقية، لكن على ما يبدو أن إدارة النادي تريد مدرباً لا يخسر وهو أحد مستحيلات كرة القدم، وهناك روائح غير مستحبة من هذه الاستقالة، ولعل وراء الأكمة ما ورائها!
الاستقالة الثالثة كانت لمدرب الفتوة إسماعيل السهو الذي أقالته الإدارة قبل لقاء الشرطة بحجة أن المدرب ليس لديه أي جديد ليضيفه على الفريق، الاستقالة جاءت في غير وقتها المناسب، والكلام الصادر عن مستوى المدرب غير صحيح وهو الذي تولى تدريب الفريق في السراء والضراء وكان أحد صناع الفوز في اللقب في الموسم الماضي لأنه حقق الفوز على حطين في اللاذقية في أصعب مباراة للفتوة حسم بها الصدارة وأبعد حطين عن المنافسة.
لكن الغريب أن الإدارة التي أقالت المدرب لم تأت بمدرب للفريق، وقدمت استقالتها بعد 24 ساعة، فهل تصرفها كان عقلانياً؟
استقالة لجنة الإنقاذ في نادي الفتوة كانت متوقعة وقلنا ذلك سابقاً، لأنه لم يعد في النادي مغانم بعد نهاية المشاركة الآسيوية، والجميع ممن يسمي نفسه داعماً ومحباً تخلى عن النادي وتركه يغرق.
من الأفضل لكرة الفتوة أن تعيد بنائها من الصفر وأن تعتمد على رياضيي النادي الحقيقيين، وعلى قواعد النادي، وإن أفلت شمس النادي هذا الموسم وموسماً آخر، إلا أن شمس النادي ستشرق من جديد بسواعد المحبين الحقيقيين.