محمد الداغستاني.. هوية بصرية متفردة ولوحة مبتكرة
حمص ـ آصف إبراهيم
منذ بداياته الفنية في أوائل النصف الثاني من القرن الماضي وحتى الآن، مايزال الفنان التشكيلي محمد الحسين الداغستاني يتفرد بهوية بصرية خاصة تميز أسلوبه ومفرداته التي يشتغل فيها على المساحات والأشكال البسيطة المتناغمة شكلاً ومضموناً.
وهذا ما نلمسه في معرضه الذي تستضيفه، حالياً، صالة اتحاد الفنانين التشكيليين “صالة الشعب” وسط مدينة حمص، ويؤكد فيه هذا التفرد الذي يمزج فيه بين التكعيبية والحروفية التزينية التي يحاول من خلالها توظيف الحرف والكلمة واللون للتعبير عن رأي وموقف ما من حالة اجتماعية أو انفعال عاطفي، كأن يرسم قريته ويعبر بالكلمات عن عشقه لها وحنينه الدائم إلى دروبها وربوعها، أو يتحدث عن البطولة والشهادة، معبراً باللون والكلمة عن قداسة الشهادة.
خمسة وعشرون لوحة بمقاسات متباينة يجسد في بعضها الطبيعة وفق اتجاه انطباعي، يركز فيه على الغابة كمكان يمور بالحياة يعبر عنه من خلال الألوان المتداخلة والأشكال والدوائر التي تشي بالحركة والحياة والعناصر المتناغمة المدروسة بعناية متقنة بما يتناسب وأسلوبه الفني التشكيلي القائم على مقومات تشكيليّة صياغية واحدة، سواء في الاتجاه الحروفي التجريدي الهندسي أم التشخيصي، المنتمي إلى الاتجاه التكعيبي التزييني، وفي كلتي الصياغتين ينتهي الفنان الداغستاني إلى لوحة فنيّة مبتكرة هو صاحبها.
وتحضر المرأة في المعرض بلوحات ذات وجوه متداخلة متقابلة فيها تعبير تراجيدي عن وحدة الانفعال والتقاء الهم الانساني.
كما يفرد الداغستاني حيزاً للفنون المعمارية القديمة في هذا المعرض متأثراً بالبيئة اليمنية التي عاش فيها لسنوات ليجسد في لوحات زيتية جانباً من الزي اليمني والعمارة الإسلامية القديمة بأسلوب تسجيلي مدهش.