ثقافةصحيفة البعث

تحت عنوان “الثقافة رسالة حياة” انطلاق أيام الثقافة السورية في عدد من المحافظات

درعا ـ دعاء الرفاعي

انطلقت، اليوم، فعاليات احتفالية أيام الثقافة السورية تحت عنوان “الثقافة رسالة حياة”، متضمنة برنامجاً ثقافياً منوعاً، أعدته المديريات والمؤسسات التابعة لوزارة الثقافة، وتضمن الحفل تكريم عدد من المبدعين السوريين، وهم الإعلامي والصحفي مصطفى المقداد، والمخرج التلفزيوني هشام كفارنة وعدد من الشخصيات الأدبية والثقافية المؤثرة.

كما تضمن حفل الافتتاح عدداً من اللوحات الفنية التراثية والقصائد الشعرية و افتتاح معرض للكتاب والخط ومعرض لوحات تشكيلية وصور ضوئية تحاكي تراث المحافظة، بالإضافة إلى حفل فني يتضمن عرض فني غنائي تراثي، وعرض فني وطني راقص من أداء “فرقة درعا للفنون الشعبية، ومعرض أعمال وأشغال يدوية وعرض لوحات فنية وأعمال وطنية فلكلورية قدمتها “فرقة المهرة الدمشقية” بقيادة الفنان ماهر حمامي، وشهد اليوم الأول تقديم عرض مسرحي لفرقة العرين بعنوان “أمل.. لاجئة” وعرض فيلم سينمائي بعنوان “دم النخيل”.

وأشار رئيس اتحاد الكتاب العرب في درعا إبراهيم ياسين إلى أهمية وجود معرض للكتاب ضمن فعاليات أيام الثقافة السورية، وأهمية تنشئة جيل سوري يحترم ثقافة آبائه وأجداده من خلال تشجيعهم على القراءة والاطلاع على كتب الثقافة والتاريخ، لافتاً إلى أن سورية التي أهدت إلى العالم حروف الأبجدية الأولى لتنير مساحات ودروب الظلام على مدى التاريخ لن تستطع أي قوى في العالم إخضاعها وتخريب عقول أبنائها، وسيبقى يوم الثقافة السورية دعوة للفرح والسلام والإبداع الأدبي والفكري.

كما أكدت الكلمات التي ألقيت بهذه المناسبة أن  المهرجان يأتي ليشكل فسحة أمل في نفوس السوريين من خلال لوحاته المتعددة سواء الفنية أم الثقافية، وليؤكد أن إرادة السوريين في الحياة كانت أكبر من كل محاولات الجهل والظلام التي حاولوا ممارستها بحقهم.

وبين المعنيون أن هذه التظاهرة تأتي بكل فعالياتها وأنشطتها لتعزيز روح الانتماء والهوية العربية بين أفراد المجتمع وتطلق روح الإبداع والابتكار، وتؤكد أن الثقافة العربية رسالة غايتها ومنطلقها الإنسان، وأن الثقافة التي تقتضيها هذه المرحلة هي ثقافة المواطنة الصالحة.. ثقافة العلم والمعرفة والعمل.. ثقافة النهضة التي تنطوي على قيم الحق والخير والعدل والجمال والمحبة والتسامح والتصالح.

خان شيخون – حسان المحمد

وفي خان شيخون بريف محافظة إدلب انطلقت، اليوم، أيضاً فعاليات أيام الثقافة السورية، بحضور المحافظ ثائر سلهب وأمين فرع الحزب أحمد النجار.

وبدأت الفعاليات بافتتاح معرض تشكيلي لمجموعة من فناني المحافظة، تضمن لوحات تراثية عن المحافظة ومدينة معرة النعمان وأوابدها وأحيائها، وأعقب المعرض ندوة بعنوان “الثقافة جسرٌ للشفاء وإعادة البناء في المدن الخارجة من الحرب”.

وفي تصريح لـ”البعث”، قالت مديرة الثقافة في إدلب فاتن سلهب إن أيام الثقافة التي انطلقت من مدينة خان شيخون بريف إدلب المحرر تستمر مدة أربعة أيام، ويتخللها ندوات ثقافية ومعارض فنية على اعتبار أن الثقافة جسر للشفاء وإعادة البناء في المدن الخارجة من الحرب التي عانت الكثير من الويلات.

وبيّن الأب بديع إسكندر الترك جمالية المحاضرة عن الثقافة لكونها رسالة حياة وقوة وإعادة بناء الإنسان لكونه أساس العمران، لذلك تأتي أيام الثقافة لتعزز مكانة الإنسان الباني القائم من تحت الركام كزهرة تنبت من بين الصخور لتقوم وتشهد للحياة انتصاراتها وتعيد بناء بلادنا بالثقافة والفكر والوعي ومن ثم ينتقل الباني إلى بناء الحجر بعد أن اكتمل بناء البشر.

بدوره، الفنان التشكيلي عبد الكريم عزام قال: “مشاركتنا اليوم بمعرض جماعي من أعمال فنية متنوعة في الأداء والتقييم، وهي عبارة عن أحياء شعبية في مدينة معرة النعمان وأبي العلاء المعري الذي يعد إرثاً تاريخياً، كذلك الجامع الكبير الذي يدل على هوية ونموذج تراث معرة النعمان”.

ولفت الفنان التشكيلي موفق العوض إلى أن المعرض الفني تجسيد لبعض الحضارة الموجودة ضمن المحافظة.

كما أكّد الدكتور أحمد أبو راس وهو محاضر في أيام الثقافة السورية أن الثقافة مفهوم واسع وهي المحرك لوجود المجتمع واستمراريته وصيرورته، وعادة عندما يتعرض المجتمع لمخاطر متنوعة، فالذي يصمد في مواجهة المؤامرات والمخاطر هي ثقافة المجتمع، والحقيقة هذه الثقافة تعطي عامل قوة وتنعكس في حضارة المجتمع ولاسيما أنها نتاج بشري بوجهيها المادي والمعنوي، وتالياً الحضارة نتاج ثقافة.

الحسكة – إسماعيل مطر

وفي الحسكة أيضاً، وعلى مدرج المركز الثقافي العربي انطلقت، فعاليات أيام الثقافة السورية، متضمنة العديد من العروض الفنية في مدينتي الحسكة والقامشلي.

وبيّن عبد الرحمن السيد مدير الثقافة أن المديرية حرصت على تنويع فعاليات الاحتفالية ما بين عروض مسرحية وفنية وسينمائية ومعرض للمقتنيات التراثية وقراءات قصصية تدل على غنى المواضيع الثقافية في هذه المحافظة والتي تعكس التاريخ الثقافي والفني التي تشتهر فيها منطقة الجزيرة السورية، مضيفاً أنه تم تقديم عرض مسرحي بعنوان “يتامى” من إعداد وإخراج إسماعيل خلف الذي بيّن أنّ العرض يتحدث عن شخصيات تؤرق كاتبها فمأساة الوحدة والعزلة والألم والإحساس والتوحش الموجود داخل النفس البشرية تجعل الشخصيات تسعى إلى أذية أشخاص يشبهونها في الألم والحزن.

وأشار السيد إلى أن العرض المسرحي الثاني “للوطن نغني” عرض غنائي خاص بالأطفال من خلال رقصات فنية مميزة يسودها الحب والتعاون والتألق.

وفي مدينة القامشلي، أقيم لقاء قصصي شارك فيه الأدباء منتهى العيادة وجمعة جمعة وخورشيد أحمد من خلال مجموعات قصصية صغيرة.