صحيفة البعثمحافظات

18 مليوناً استئجار فستان زفاف في دمشق.. وتكاليف المناسبات ما بين الاستغلال والبرستيج!

دمشق- علي حسون

لم يعد ما نسمعه من أرقام خيالية لتكاليف مناسبات الخطبة أو الزفاف مقبولاً، إذ فاقت الأسعار الخيال، وخاصة فستان العروس الذي وصلت تكلفة استئجاره من محال فخمة بدمشق إلى 18 مليون ليرة، و10 ملايين في محال أقل درجة، وذلك في سابقة لم تشهدها الأسواق، بحسب رأي المواطنين الذين استهجنوا هذه الأسعار المبالغ بها، معتبرين أنه لم يبقَ مكان أو سوق لأصحاب الدخل المحدود يقصدونه في ظلّ انتقال عدوى ارتفاع الأسعار إلى الأسواق الشعبية أو ما يُسمّى أسواق الدراويش، موضحين لـ”البعث” أن تكلفة استئجار فستان “عرس” بنوعية رديئة وغير مرتب يصل إلى 3 ملايين ليرة، وفستان الخطبة بنصف مليون ليرة، أما فستان السهرة العادي فيصل إلى 300 ألف ليرة ليوم واحد فقط!.

3 ملايين “شعر”

ولم يتوقف هذا الارتفاع في الأسعار عند الألبسة فقط، فمن يلقي نظرة على أسعار محال تجهيز العرائس من “مكياج وقص وسشوار شعر” وغيره من المتممات سيرى العجب من الأسعار الخيالية والتي تزيد عن 3 ملايين ليرة لتجهيز شعر عروس، ناهيك عن المستلزمات الأخرى التي ترهق وتثقل كاهل العريس، ليصبح قرار إقامة حفل الزفاف حلماً عند الكثير من الشباب في ظل هذه التكاليف الباهظة والتي خرجت غن المألوف، فالمسؤولية لا تتحمّلها المحال والجهات الرقابية وحدها، لأن الأمر فاق التصور في ظل الظروف المعيشة الصعبة وإصرار البعض على البذخ والإسراف من باب “البرسيتيج” والمفاخرة أمام الآخرين ليس إلا!!.

الاعتدال مطلوب

اختصاصيون اجتماعيون اعتبروا أن الإسراف في شتى مناحي الحياة، يعطي فرصة للآخرين للمتاجرة واستغلال الأمور في غير نصابها، كما يضرّ المواطن ومجتمعه والأجيال القادمة، فليس من المعقول أن يرضخ المواطن لهكذا أسعار ويدفع كلّ هذه التكاليف الزائفة ويعود ليتذمر من الوضع والغلاء، داعين إلى الاعتدال في كافة الأمور ولاسيما في ظل هذه الظروف.

ويرى الاختصاصيون أن هذا السلوكيات تضرّ بالقيم المجتمعية السامية، فالترشيد يبقى من مظاهر حسن العبادة.

وعن واقع هذه المحال من الناحية التموينية، اعتبر مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في دمشق ماهر بيضة أن الموضوع يخضع للاتفاق بين الطرفين “العقد شريعة المتعاقدين”، مشدداً على ضرورة الإعلان من قبل هذه المحال عن أسعار بدل الخدمات بشكل واضح.