كيان إرهابي لا يواجه إلا بالقوة
سنان حسن
بعد أكثر من عام ونيف على بدء معركة طوفان الأقصى، عاد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ليهدد مجدداً سكان غزة، موجهاً إليهم تهديداً صارماً قائلاً: “مخيرون بين الحياة أو الموت”.
هذا التصريح يعكس مجدداً استمرار الاحتلال الإسرائيلي في ممارسة سياسة القتل الجماعي بحق أهل غزة، ويؤكد أن الحديث عن مفاوضات أو تصريحات تدّعي السعي لوقف الحرب لا يتعدى كونه محاولة لتضليل العالم وكسب الوقت، إذ تسعى قيادة الاحتلال من خلال هذه التصريحات إلى تصوير نفسها كطرف يسعى للسلام، بينما الواقع يعكس عكس ذلك تماما.
نفس الممارسات الإسرائيلية تتكرر في لبنان، حيث استدعاء المبعوثين الأمريكيين والتلاعب بالرأي العام يشكلان جزءاً من مساعي الضغط على المقاومة، ودفعها إلى قبول الشروط الإسرائيلية الجائرة التي لا تختلف عن دعوات الانتحار، حيث تستهدف هذه السياسات قتل الجميع في لبنان وفلسطين، وليس المقاومة فحسب.
منذ وصول حكومة المتطرفين بقيادة نتنياهو، بن غفير، سموتريتش وأدرعي، دخل الاحتلال الإسرائيلي مرحلة من الجنون غير المسبوق، حيث تسابق السلطة الإسرائيلية لقتل الفلسطينيين وسلب أراضيهم وممتلكاتهم، وقد أُقرّت مخططات تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية ومن عرب 48 في محاولة لفرض “الدولة اليهودية” المزعومة، ناهيك عن إقرار قانون القومية، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، إضافة إلى القرارات العنصرية بحق الأسرى ومنفذي العمليات الفدائية، جميعها تؤكد على استمرارية هذه السياسات التوسعية، وبالتالي فإن تصريحات نتنياهو الأخيرة ما هي إلا استمرار لهذا الجنون الصهيوني المتواصل.
لكن هناك من يعتقد أن الهوس بالقتل والإجرام يقتصر فقط على الفريق الحاكم، وأن ما يُسمى بالمعارضة الإسرائيلية لا علاقة لها بذلك، بل يدّعي البعض أنها “حمائم سلام” ستسعى لوقف العدوان على غزة ولبنان، لكن الحقيقة، وبحسب التصريحات الأخيرة، يظهر أن المعارضة الإسرائيلية تتشارك نفس العقلية العدوانية، ففي أعقاب العدوان على لبنان، أيد جميع المسؤولين في المعارضة العملية العسكرية، مطالبين بتدمير القرى والمدن اللبنانية. وتصريحات زعماء المعارضة مثل يائير لابيد وبيني غانتس، أكدت أنه “لا وقت لوقف الحرب في لبنان”، وأن هناك “مهام يجب إنجازها في لبنان”.
وفي هذا السياق، يبدو أن الرهان على الولايات المتحدة الأمريكية لوقف العدوان أو الحد من القتل والتدمير هو رهان خاسر، ولن يؤدي إلا إلى مزيد من الانتظار وربما الانقسام الداخلي.
والحال فإن العدو الصهيوني لا يفهم إلا لغة القوة، وما أظهرته المقاومة اللبنانية من صمود منذ بداية العدوان هو أكبر دليل على ذلك، فقد تمكنت المقاومة من منع جيش الاحتلال من التوغل أو تثبيت قدمه في أي قرية لبنانية على الجبهة الأمامية. ما يعني أن الميدان هو الحكم، والأيام ستثبت أن التعامل مع الكيان الصهيوني لا يكون إلا بالقوة.