صحيفة البعثمحافظات

مزارعو الحمضيات “قلبهم من الحامض لاوي” ودور ضعيف للسورية للتجارة

طرطوس- دارين حسن

يتكبّد مزارعو الحمضيات في كلّ عام أعباء كبيرة، بدءاً من خدمة الشجر وانتهاء بالتسويق، وما يتخلّل تلك العملية من صعوبات كبيرة تنهك المزارع بتأمين المازوت والسماد والأدوية والعبوات، فلم يعد شيئاً مدعوماً بالنسبة للمزارع.

وأشار عدد من مزارعي الحمضيات إلى الصعوبات التي واجهت عملهم خلال الموسم الحالي من ارتفاع أسعار الأسمدة من المصرف الزراعي ومن السوق “الحرة”، إذ يحتاج المزارع إلى أربعة أنواع من الأسمدة لشجره كسماد النترات والفوسفور وسماد البوتاس الغائب منذ خمس سنوات، علماً أنه عنصر غذائي كباقي العناصر، وبالتالي لم يُمنح المزارعون حاجتهم من السماد هذا العام كون الأولوية للقمح، كذلك يجد المزارعون صعوبة في ارتفاع أجور العبوات، إذ إن سعر العبوة ٦ آلاف ليرة، وأجور النقل والمازوت “الحر” الذي يتمّ تأمينه بسعر ١٨ ألف ليرة لليتر بعد أن كان يشتريه المزارع بألفي ليرة بالسعر المدعوم.

رئيسُ الرابطة الفلاحية في طرطوس نسيم نعمان أشار إلى أنه تمّ توفير سماد اليوريا العام الماضي بنسبة ٢٥% فقط من حاجة مزارعي الحمضيات، لكن هذا الموسم وحتى تاريخه لم يتمّ منح أي كمية من السماد، وبالتالي يسعى المزارع جاهداً لتأمينها من السوق السوداء، علماً أن فعالية المادة دون الوسط وبسعر ٤٠٠ ألف ليرة للكيس من سماد اليوريا، في حين أن السماد الذي يوزّع بالمصرف الزراعي بجودة أفضل، لافتاً إلى غلاء المبيدات ووسائل المكافحة للحشرات والأوبئة التي تزيد عاماً تلو الآخر، إضافة إلى عدم توفر الأدوية إلا في الصيدليات الزراعية الخاصة التي تنعدم عليها الرقابة، وعدم توفر المازوت لزوم سقاية أشجار الحمضيات التي تحتاج إلى عناية تسبق موعد نضج الثمار، فحتى يحصل المزارع على إنتاج جيد عليه الاهتمام بأشجاره منذ الشهر الرابع قبل نضج الثمار.

وأبدى رئيس الرابطة عدم رضا عن الكميات المسوقة لدى فرع السورية للتجارة، كون الكميات كبيرة وبنوعية جيدة جداً، مبيناً أن تقديرات إنتاج منطقة طرطوس من عكار إلى حدود بانياس ١١٣ ألف طن من الحمضيات، و٤٢ ألف طن من الحامض، و٣٧ ألف طن برتقال و٢٢ ألف طن يوسفي بأنواعه، علماً أن دعم السورية للتجارة جزء من دعم الفلاح، على أن تتهيأ وتتحضّر لاستقبال الموسم قبل بدء نضجه وصلاحيته للتسويق، كذلك فتح باب التصدير إلى الدول المجاورة، لأن منتجنا مرغوب ومطلوب.

بدوره، بيّن رئيس جمعية يحمور المنتجة للحمضيات ثائر معنا، أن أسعار الحمضيات في السوق جيدة قياساً بالعام الماضي والسوق عرض وطلب، علماً أن تكلفة كيلو الحمضيات مرتفعة لدى المزارع وتختلف حسب خدمة الشجرة، وبالتالي تتراوح بين٢٥٠٠- ٣٠٠٠ ليرة حسب النوعية، موضحاً أن صنف البوملي يحتاج إلى رشوش كثيرة، كما توجد أصناف من الحمضيات لا تعطي كلّ عام كاليوسفي والأبوصرة والماوردي وكعب الفرس. وأشار معنا إلى أن لدى السورية للتجارة قدرة للاستيعاب وتصريف المنتج لدى فروعها، ولاسيما أن الحكومة تدعم التصدير والمصدّرين والمنتجين.

من جهته، أكد رئيس غرفة زراعة طرطوس هيثم الضيعة أن دعم الزراعة موجود في كلّ دول العالم، وفي بلدنا يتمّ دعم المزارعين بشكل عيني وقد لا يصل إلى كثير من مستحقيه، وخاصة في مادة المازوت الزراعي وتضيّع على المزارع فرصة الحصول عليه بعد أن تتقاذفه عدة جهات وتضيع عليه فترة استلام هذه المخصّصات.

ولفت الضيعة إلى أن الحكومة تدعم الأسمدة بنسبة عالية من كلفتها، والفرق بين سعر السماد المدعوم وسعر الأسمدة المستوردة من قبل القطاع الخاص يصل إلى ٢٥%، علماً أن السماد لدى القطاع الخاص مخزن بطريقة أفضل، وتتوفر لديه كافة أنواع تراكيب الأسمدة المطلوبة.

وأشار رئيس الغرفة إلى تراجع إنتاج الحمضيات بنسبة ٤٠% تقريباً عن العام ٢٠٢٢، وذلك بسبب الظروف المناخية وضعف الخدمة من قبل المزارع لعدم وجود أسعار مناسبة في السنوات السابقة وعدم حصوله على المستلزمات المدعومة بكميات كافية، معتبراً أن أسعار الحمضيات لهذا الموسم جيدة آملاً أن تستمر كذلك، إذ يتراوح سعر الكيلو بين ٣٠٠٠- ٥٠٠٠ ليرة في سوق الهال وهي منصفة للمزارع وفقاً للضيعة الذي أشار إلى ضعف دور السورية للتجارة في تسويق منتجات المزارعين، مقترحاً تسهيل إجراءات الحصول على الدعم الزراعي بالقيمة التي تناسب الوضع الراهن للمازوت الزراعي أو المستلزمات، وتقديمه نقداً عن طريق البطاقة الذكية، وإعطاء الفرصة للمزارعين بالحصول على حاجتهم من المازوت بسعر الكلفة أسوة بالصناعيين.

وعن دور الغرفة، أوضح رئيسها أن دورهم ينحصر حالياً في توعية وإرشاد المزارعين للأصناف المطلوبة للتصدير وطريقة التعامل معها، وبما هو جديد من أصناف أو طريقة زراعتها وخدمتها بما يخدم مصلحتهم ومصلحة البلد.

وعن دور فرع السورية للتجارة، ذكر رئيس الفرع محمود صقر، أن الفرع سوّق من بداية الموسم إلى نهاية الأسبوع الماضي ٢٥ طناً إلى فروع السورية في المحافظات، إلى ريف دمشق والسويداء ودير الزور، من كل الأصناف الأبوصرة والكرمنتينا والحامض والكريفون بنوعيه الأبيض والأحمر، مبيناً جاهزية الفرع للتسويق بدءاً من العبوات الجاهزة والآليات واللجان، والتواصل مع المزارعين الراغبين بالتسويق إلى الفرع واتحاد الفلاحين، موضحاً أن كمية ٥٥٠ طناً تمّ فرزها من خلال خط الفرز والتوضيب “الخاص” في الفرع.

وأوضح صقر أن وزارة التجارة الداخلية قد حدّدت الأسعار التأشيرية لمادة الحمضيات بكافة أنواعها وأصنافها ولكافة حلقات الوساطة التجارية، حيث حدّدت سعر شراء كيلو البرتقال من الفلاح للنوع الأول بـ٤٠٠٠ ليرة، والثاني ٣٤٠٠ ليرة، في حين حدّدت سعر كيلو الليمون الحامض من النوع الأول بـ٤٦٠٠ ليرة، والثاني بـ٣٩٠٠ ليرة، كما حدّدت الوزارة سعر كيلو النوع الأول من المندرين واليوسفي بـ٣٧٠٠ ليرة والثاني بـ٣١٠٠ ليرة، والكريب فروت بـ ٢٥٠٠ ليرة للنوع الأول والثاني بـ ١٩٠٠ ليرة.