“طب المستقبل”.. تحديات تعرقل الحصول على التكنولوجيا الطبية وجهود لتطويرها محلياً
مدير مركز التطوير الطبي الرقمي في كلية الطب البشري في جامعة دمشق الدكتور بيان السيد بيّن في حديث لـ”البعث” أن هناك الكثير من التطورات التي حصلت في الآونة الأخيرة في مجال الذكاء الاصطناعي الذي بات واقعاً، وخاصة في المجال الطبي، حيث بدأت تظهر نتائجه وثماره، ولاسيما ما يتعلّق بالتشخيص كقراءة الصور الشعاعية ووضع خطط العلاج ومقاطعة الأعراض لوضع تشخيص مناسب، بالتزامن مع تطوره بالكتابة العلمية، فالذكاء الاصطناعي “ليس خيراً مطلقاً وليس شراً مطلقاً”، فهناك ايجابيات يجب استثمارها وهناك سلبيات يجب تجنّبها ومواجهتها، ولاسيما فيما يتعلق بالرعاية والخدمة الطبية.
أما بالنسبة لمفهوم الريبوتات واستخدامها في المجال الجراحي، فقد أشار السيد إلى أنه علم موجود منذ أكثر من 15 سنة من خلال الجراحة الريبوتية التي تعدّ خطوة متقدمة من الجراحة التنظيرية، حيث هناك أذرع تركب على منصة عند بطن المريض ويقوم الجراح بتحريكها بطريقة ذكية وبإمكانات لا يمكن لليد البشرية تحريكها كون حركة اليد البشرية محصورة بـ 270 درجة دوران، أما ذراع الريبورت فتدور بـ 360 درجة وتعود للدوران بـ360 درجة، إذ يمكنه القيام بحركات لا يمكن ليد الجراح القيام بها بيده بل يستطيع القيام بها بمساعدة الذراع الريبوتي، لافتاً إلى أن موضوع استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات الطبية مازال بحاجة إلى قوننة وأخلاقيات عالية.
أما ما يخصّ الطباعة ثلاثية الأبعاد فهو موضوع تطوره كبير فيما يخصّ الآلات والأدوات، وهناك بعض المجالات الطبية يمكنها الاستفادة من تلك التقنيات، ولاسيما في مجال طب الأسنان ومجال الأطراف الاصطناعية، كونه يعتمد على إدخال مخطّط ما ليقوم الجهاز بطباعته من الألف إلى الياء.
وتابع السيد أن موضوع الانطلاق بالعمل بالذكاء الاصطناعي في المجال الطبي يحتاج إلى تشابك فريق متعدّد الأذرع وتظافر جهود عدة جهات، بالتزامن مع تلاحم الخبرات الطبية والهندسية والإلكترونية والمعلوماتية للوصول إلى تطوير البرامج والخوارزميات اللازمة، علماً أنه تمّ مؤخراً التعاون مع كلية الهندسة المعلوماتية من خلال مركز التطوير الطبي الرقمي الذي يمتلك تجهيزات طبية عبارة عن نظارات “الواقع الافتراضي”، وتمّ استثمارها في مجال التعليم والتدريب الطبي لمحاكاة الواقع الافتراضي ليصبح واقعاً معززاً بأبسط الأشكال. ولكن المشكلة التي تواجه تلك التقنية بالبرامج تكمن بحرمان سورية منها لسببين: أحدهما الحصار والآخر كلفة تلك البرامج العالية جداً وعدم إمكانية شرائها بسبب تبعات الحصار، فنحن بحاجة إلى تطوير البرامج محلياً لكسر تلك الحلقة والاستفادة من تلك التقنية التي من الممكن تسخيرها علمياً بالطريقة المثلى، وتمثل ذلك بقيام خريجي وطلاب الكلية بالعمل على مواضيع تطوير ذكاء صنعي يتعلق بتلك النظارات كتطوير القطبة الجراحية، وكيفية سحب الدم الوريدي أو الشرياني، وتطوير صيدلية افتراضية، ولاسيما حالياً بوجود حاضنة تكنولوجية بدعم من الأمانة السورية للتنمية ترعى تلك المبادرات التي من الضروري تعزيزها والتشبيك أكثر بين الجهات الطالبة للخدمة والجهات التي تطوّر تلك الخدمة والأهم تسويقها.