ارتفاع أسعار المدافئ بنسبة 40%.. والإقبال ضعيف في حمص!!
دخل فصل الشتاء من الأبواب العريضة هذا العام وعاد موسم البرد بقسوته المعتادة في محافظة حمص، وأصبحت عملية البحث عن المدافئ، بتكاليف معقولة وأسعار تمكّن المواطن من تحمّلها، غاية الصعوبة، بحيث لم يعد بإمكان المواطنين تحمّل غلاء الأسعار التي تطرأ على كلّ شيء وتتضاعف يوماً بعد يوم وعاماً بعد عام.
وتشهد أسعار المدافئ بمختلف أنواعها المازوت والكهرباء والغاز والحطب ارتفاعاً ملحوظاً وغير مسبوق هذا العام مقارنة بالعام السابق في حمص، حيث ازدادت أسعارها بنسبة تتراوح حول 40% بحسب نوعها وجودتها وحجمها.
وفي جولة لـ “البعث” على بعض أسواق المدينة ومحال بيع المدافئ، تراوحت أسعار مدافئ المازوت العادية ذات الجودة المتوسطة والحجم الصغير ما بين 400 إلى 600 ألف ليرة سورية، أما الحجم الكبير منها فيزيد سعرها عن 700 ألف ليرة وتتجاوز المليون بحسب نوعها وجودتها، وأسعار مدافئ الصالونات ذات الماركات المعروفة تتراوح ما بين 2 إلى 6 ملايين بحسب حجمها ومواصفاتها، وبالنسبة لأسعار مدافئ الكهرباء ذات الجودة المنخفضة فتبدأ أسعارها من 350 ألفاً وتصل إلى أكثر من 1.5 مليون ليرة بحسب حجمها ومميزاتها، أما أسعار مدافئ الحطب ذات الجودة العادية فتتراوح ما بين 300 ألف والمليون ليرة بحسب حجمها ونوعيتها ومواصفاتها.
وأكد عدد من المواطنين ممن التقتهم “البعث” أن دخلهم الشهري لا يتناسب مطلقاً مع هذه الأسعار، وأنهم حتى اللحظة لم يتمكنوا من شراء مدفأة، مستهجنين أن يصل سعر مدفأة مازوت عادية مع مستلزماتها من البواري والأكواع والصينية واللاصق إلى أكثر من مليون ليرة.
وأشار العديد من المواطنين إلى أنهم أحجموا هذا العام عن شراء مدفأة جديدة لغلاء سعرها بشكل يفوق قدرتهم الشرائية، وقاموا بإعادة تأهيل وإصلاح وغسيل المدفأة القديمة لديهم التي يستخدمونها عاماً بعد عام على مدى أكثر من 10سنوات متتالية.
من جانبهم، عزا عدد من أصحاب بيع المدافئ أسباب ارتفاع الأسعار إلى زيادة تكاليف الإنتاج وغلاء المواد الأولية الداخلة في التصنيع والتركيب والبخ، بالإضافة إلى ارتفاع المواد المستوردة من الخارج من نحاس وبراغٍ وصفائح حديدية وغير ذلك، علاوة على قلة عدد المعامل المصنّعة حالياً، مؤكدين أن ارتفاع أسعار التكاليف على المصنع ينعكس دوماً على التاجر وصولاً إلى المستهلك؛ وأشار عدد آخر إلى أن أسعار المدافئ تختلف من ماركة إلى ماركة بحسب المواصفات والجودة وطريقة التصنيع والبخ والسيراميك المستخدم وغير ذلك، مؤكدين أن إقبال المواطنين على شراء المدافئ بشكل عام وخاصة التي تعمل منها على المازوت خلال هذا العام ضعيف نظراً لارتفاع أسعارها.
من جهته بيّن مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك المهندس رامي اليوسف لـ “البعث” أنه يتمّ تسعير المدافئ التي تنتج في محافظة حمص بناءً على بيان التكلفة المقدّم من المنتج إلى المديرية، بحيث يتم تدقيق البيانات وتصديقها وفي حال الشك أو الشكوى يتمّ سحب عينة سعرية وإحالتها إلى لجنة العينات السعرية المتضمنة ممثلين عن غرفة التجارة وغرفة الصناعة والحرفيين لتتمّ دراسة بنود التكلفة ومطابقتها مع البيانات المقدمة من المنتجين، أما بالنسبة للمدافئ التي يتمّ شراؤها من خارج المحافظة فيتمّ تدقيق الفواتير المتداولة بين حلقات الوساطة التجارية وصولاً إلى المنتج.
وأشار اليوسف إلى تكثيف الرقابة على أسواق المدافئ، منعاً لاستغلال بعض أصحاب المحال موسم البرد للتلاعب بمواصفات السلع من مدافئ مازوت ومدافئ كهربائية وغيرها، وتقاضي أسعار زائدة والتحقق من التقيّد بالإعلان عن السعر وتداول الفواتير بين حلقات الوساطة التجارية، وتنظيم الضبوط التموينية اللازمة بحق المخالفين، موضحاً أن المديرية نظّمت هذا العام 60 ضبطاً تموينياً تتعلق بالمدافئ، وذلك بمخالفات متنوعة تتعلق بالفواتير والأسعار ودراسات التكلفة.