ضعف الإمكانيات ومشكلات أخرى تعيق المشروع الوطني للترجمة
السويداء ـ رفعت الديك
ناقش المشاركون في الندوة التي استضافها “قصر الثقافة” في السويداء الصعوبات والمعوقات التي تعانيها عمليات الترجمة وأهمية وجود خطة واضحة لعملية الترجمة وعدم تركها عشوائية مبنية على ميول بعض الأشخاص أو دور النشر.
وخلال الندوة التي أقيمت ضمن احتفالية أيام الثقافة السورية تحت عنوان “المشىروع الوطني للترجمة ودوره في إغناء الحياة الثقافية”،بيّن الدكتور نايف الياسين مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب أهمية مأسسة عملية الترجمة ووضع خطة تكون متنوعة تشمل كل الأصناف الأدبية والمجالات العلمية وهذه الخطة لا تحتكر عملية الترجمة بل تكون وفق معايير يتم العمل عليها، ويكون الكتاب مهماً للقارئ العربي، بالإضافة إلى جودة اللغة، انطلاقاً من إدراك الجميع أهمية الترجمة ليس في الثقافة بحسب بل كحاجة تنموية فهناك الكثير من الحضارات كاليابانية والصينية بنيت من خلال الترجمة، وهناك أصناف أدبية كثيرة استحدثت بفضل الترجمة وأصناف تطورت من خلالها كالمسرح والرواية.
ويؤكد الياسين أهمية المشروع الوطني للترجمة، إذ يساهم بشكل مباشر من خلال الاهتمام بالمطبوعات الجديدة عبر المحاضرات والندوات وبشكل غير مباشر، الأثر الذي تتركه الأعمال المترجمة على الدارسين والباحثين، لكن هذا المشروع لا يحقق الأهداف المرجوة منه بسبب ضعف الإمكانيات ومشكلات أخرى، كعمليات التوزيع، وهنا يُعوّل على التعاون مع مديريات الثقافة، بالإضافة إلى ضعف المؤسسات الأخرى كتأهيل المترجمين، حيث نعاني عجزاً في بعض اللغات، وهنا نقوم بالترجمة عن لغة وسيطة وإن كان هذا الأمر غير مقبول حالياً، فالأصل ترجمة العمل عن لغته الأصلية، وقد يكون من فوائد المشروع الوطني للترجمة التعرف على الإمكانيات المتوافرة لدينا في هذا المجال.
بدورهم، اتّفق الحاضرون على أهمية إدراك المترجم للغتين وأن يكون له خلفية ثقافية، كذلك وجود عمليات تدقيق للترجمة، وأن يعكس المشروع الوطني للترجمة احتياجات الدولة والاهتمام بالتوسع في عملية تدريس مختلف اللغات، وأكدوا أن وزارة الثقافة كانت تعنى بعمليات الترجمة، لكنها لم تكن موفقة، فعدد الكتب المترجمة قليل جداً باستثناء بعض حالات التميز الشخصية الخاصة، مبينين أن المسألة صعبة جداً بسبب بيئة العمل وضعف الإمكانيات.