على “أحرّ من الجمر”!!
غسان فطوم
ثمّة أسئلة تشغل بال المواطن، مؤسفٌ بل مؤلمٌ جداً أنه لم يجد لها جواباً شافياً رغم سلة الوعود، وما زاد الطين بلّة تلك التبريرات الواهية للإخفاق، بل الفشل في “فكفكة” الأزمات المزمنة التي باتت كالمرض الذي هدّ حيلنا وأفقدنا قدرة المواجهة على جبهة غلاء الأسعار وشحّ المحروقات وضعف الرواتب، وغير ذلك من المنغصات التي لم تعد تنفع معها “المسكنات التنفيذية” لاجتماع الثلاثاء الحكومي. فإلى أين نحن ذاهبون فيما يخصّ الوضع المعيشي الذي يزداد صعوبة وانكماشاً، وأين نحن من لغة التسويف والصور الاستعراضية و”تريندات” مواقع التواصل الاجتماعي!.
إن أمنية كلّ مواطن أن يَحدثَ “المعجزة” التي تفجر الطاقات الإبداعية عند الفريق الاقتصادي الحكومي الجديد، على أمل إنعاش اقتصادنا المتأزم نتيجة غياب “التخطيط” والقيادة الإستراتيجية” التي ما زالت حبراً على ورق!
بالمختصر.. وأمام ازدحام الملفات الساخنة والشائكة على طاولة الحكومة، فإن صنّاع القرار الاقتصادي على المحك، وكلنا أمل أن يرموا بكل ثقلهم في إيجاد السياسات الاقتصادية المناسبة، واتخاذ التدابير والإجراءات العلاجية التي تبدّد المخاوف وتنعش الأمل الحقيقي بالشفاء العاجل من أمراضنا الاقتصادية والمعيشية الثقيلة، أبرزها خفض معدلات التضخم لنصل بالنتيجة إلى تحقيق النمو الاقتصادي المنشود بالاعتماد على تعزيز المنتج الوطني، وخاصة الزراعي والصناعي، وترشيد الواردات وتحفيز وتعزيز الاستثمار، سواء كان محلياً أو عربياً من خلال تبسيط الإجراءات، والاستمرار بمواجهة ومكافحة الفساد بكلّ شفافية، والتعامل بذكاء مع ارتفاع معدلات البطالة بعد أن وصلت إلى أرقام مرعبة، وأيضاً العمل على الحدّ من نزيف هجرة الكفاءات والخبرات، ولا شكّ في أن دعم المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال يمكن أن يساهما في ذلك، فشبابنا يحتاج إلى الثقة بقدراته وإمكاناته.
إذاً الملفات كثيرة والأولويات متزاحمة يترقّب الشارع السوري على “أحرّ من الجمر” حسمها في العام القادم حسب خصوصية كلّ ملف، وللأمانة نرى تغييراً ملحوظاً في التعاطي مع مختلف القضايا نتمنى أن يكون فاعلاً ومثمراً وليس منفعلاً.