البعث أونلاين

مهرجان حمص المسرحي ال 25… عودة مترددة وآراء مسرحية توثق استمراريته

حمص ـ نزار جمول

انتظر جمهور حمص المسرحي الشغوف ثلاثة أعوام ليرى مهرجانه المسرحي يعود بصورة غير متوقعة، وبأربعة عروض سبق لها وأن عرضت، واحد منها حديث العهد ولم يعرض إلا مرة واحدة، منذ شهر تقريباً في مدينة سلمية، “المحرقة” للقدير زيناتي قدسية.

مهرجان حمص تأسس في عام 1987 ليكون الركيزة الأساسية للمسرح السوري، ودورة هذا العام ال 25 التي افتتحت في السابع عشر من تشرين الثاني الجاري شهدت انحساراً في عدد العروض المسرحية، فأربعة عروض لم ترض هذا الجمهور الذواق التواق للمسرح، وخاصة أن ثلاثة منها هي عروض قديمة وقدمت أكثر من مرة.

أمين رومية رئيس فرع حمص لنقابة الفنانين يرى أن مجرد إقامة المهرجان هو انتصار للمسرح، فكل دورة جديدة هي انتصار، وقلة العروض في هذه الدورة ليست مقياساً لنجاح المهرجان برمته، أو لفشله، لافتاً إلى أن عدم مشاركة فرق من خارج حمص يعود لعدة أسباب، أولها جاهزية المسرح لعدم توفر المحروقات، وضعف الإمكانيات المادية، آملاً من الجهات المعنية في حمص دعم المهرجان فهو ليس للنقابة بل لحمص، كما أوضح أن قضية الراعي الخاص كان للنقابة تجربة فاشلة معها، لأن شروطه ومتطلباته لا تناسب النقابة أبداً.
بينما اعتبر المخرج المسرحي حسن عكلا أن المرحلة الحالية صعبة وتمر بظروف استثنائية انعكست سلبا على النشاط المسرحي عموماً، مؤكداً أن المسرح سيبقى منتعشاً بخبراته، وعلى الأخص بحضور القامة المسرحية القدير زيناتي قدسية في هذه الدورة والدورات السابقة، حيث أعطى للمهرجان نكهة مسرحية محت كل الصعوبات، مبينا أن نقابة الفنانين مع مسرحييها يسعون جادين لإيجاد روافع تحقق نتائج مبهرة، كما يجب تضافر جهود المسرحيين في حمص لرفد المسرح بدماء شابة ومواهب مسرحية.
المخرج المكرّم في هذه الدورة، حسين ناصر، بين أن هذا الزمن المسرحي الصعب في سورية بالإمكانيات المادية واللوجستية تبدو خلاله الاستمرارية إنجازاً، ولو بعروض قليلة، فالغياب المسرحي مخيف، مشيراً إلى أن مهرجان حمص المسرحي بات بحاجة لعقلية جديدة، فالمسألة ليست إمكانيات فحسب، بل أسلوب التفكير بكيفية إقامة الأنشطة المسرحية ضمن الإمكانيات المادية واللوجستية المتاحة.