المازوت الزراعي أولوية مستعجلة لدعم المزارع
اللاذقية – مروان حويجة
لأنّ تنفيذ مطالبهم الأكثر من ضرورية، لا يزال في طور الوعود المتلاحقة والمتتابعة “نظرياً وليس فعلياً”، فإن استمرار المزارعين في طرح مطالب دعم الإنتاج الزراعي على نطاق واسع، تؤكد أنّ مايطالبون به، لايزال مؤجلاً ومرتقباً، وهذا يضعهم هذا الموسم أمام حلقة جديدة من الأعباء الإنتاجية المحدقة بإنتاجهم الزراعي، ما ينذر بمزيد من الأعباء عليهم، وعلى محاصيلهم ومردودها الذي تلتهمه التكاليف الإنتاجية العالية في ظلّ تواضع الدعم الزراعي المفروض أن يغطي مختلف حلقات الإنتاج والتسويق على حدّ سواء، ولا يخفى أنّ إنتاجهم أصبح، بالمؤشرات خارج عتبة الجدوى الاقتصادية جراء الارتفاع المتلاحق بتكاليف الإنتاج ومستلزماته والتدني الواضح في أسعار المحاصيل، ولعلّ المطلب الأكثر أهمية بالنسبة للعملية الزراعية، هو المحروقات، وتحديداً المازوت الزراعي الذي خصّته الاجتماعات والقرارات والإجراءات بأهمية فائقة، كونه عصب العملية الزراعية، ولكن الضرورة تقتضي الإسراع بإيصال المازوت إلى المزارع في ذروة الموسم الزراعي، وإنجاز إجراءات الكشف والمسح والتوثيق والأتمتة بأقصر وقت ممكن، ويمكن للمازوت أن يخفّف عن المزارع جزءاً لا بأس به من أعبائه، ولاحقاً يمكن توسيع مظلة الدعم الضروري أيضاً للاحتياجات الأساسية، كالأسمدة والبذار والأدوية وغيرها.
وفي هذا السياق تجدر الإشارة البالغة الأهمية إلى مطلب مشروع ومحقّ لدعم العملية الزراعية، تقدّم به مجلس المحافظة مؤخراً ضمن كتاب رسمي إلى وزارة الإدارة المحلية والبيئة من خلال محافظة اللاذقية وإلى الوزارات المعنية بضرورة تشميل القطاع الزراعي بالبوابة الذهبية للحصول على مادة المازوت أسوة بالفعاليات الصناعية والتجارية، وتمّ التأكيد على هذا المطلب باعتبار القطاع الزراعي يشكل ركيزة أساسية من ركائز الاقتصاد الوطني ويعتمد بشكل أساسي على مادة المازوت.
ولدى سؤال رئيسة دائرة الاقتصاد الزراعي في مديرية زراعة اللاذقية المهندسة ميس شحادة أوضحت أن العمل يجري حالياً في عملية أتمتة المازوت الزراعي، من خلال إدخال البيانات المتعلقة بالمساحات والكميات المستحقة، حيث نستقبل الجداول الواردة من الوحدات الإرشادية، والمتضمنة بيانات بالمزارعين الموجودين ضمن نطاق عمل الوحدة الإرشادية، وهذه هي البيانات الإرشادية المطلوبة في الواجهة الإلكترونية، وعندما ترد جداول المستحقين للمازوت الزراعي، نقوم بإدخال البيانات، وتفعيل المازوت الزراعي للمزارع حسب الكمية المستحقة له، مبينة أنه تمّت المباشرة بإدخال محاصيل الزراعات الشتوية، ومن ضمنها القمح والشعير، ويتم إدخال بيانات المزارعين أو المساحات المزروعة حسب الجدول الزمني المرفق من وزارة الزراعة.
وأكدت شحادة أن المخصّصات لا تختلف بين مزارع وآخر، وإنما حصة الدونم الواحد والريّة الواحدة، وتبعاً لعدد الدونمات، فحصة الدونم الواحد خمسة ليترات مازوت لعمليات الخدمة الزراعية، والتوزيع يتمّ حسب المتاح والمتوفر من المازوت في ظلّّ الظروف الراهنة، فقد يتمّ توزيع ٥ ليترات للدونم أو أقل من ذلك وفق ما هو متوفر من المحروقات، لافتة إلى البدء مؤخراً بتسجيل بيانات المباقر.
واعتبرت شحادة أنه ليس هناك أي تأخير مطلقاً بالإجراءات الإلكترونية لأنه يتمّ تفعيل التطبيق فور تقديم وإدخال البيانات، وأن هناك تنسيقاً مع سادكوب وتكامل بشأن تفعيل الكمية بشكل مباشر. ويؤكد عدد من المزارعين ضرورة تأمين الأسمدة لأن أسعارها باتت لا تطاق، وتضعهم أمام إرباك إنتاجي بالغ التعقيد، وأن بعضاً منهم يكتفي باستجرار جزء من الكمية التي تغطي احتياجه لتعذّر شراء كامل الكمية المطلوبة لخدمة المحصول الزراعي بالمعايير المحدّدة، وأشاروا إلى أن التكاليف الإنتاجية العالية أشبه بمتاهة يضيع في شباكها وتلافيفها المزارع ومحصوله ويخرج منها “التاجر” بالغلّة والمردود!