قراءات نقدية في شعر عادل ناصيف

البعث- نزار جمول

لا يزال عادل ناصيف تلك القامة الشعرية التي تتغنّى بالوطن من غربته، أحد أكثر الشعراء المغتربين أهمية في الوقت الحالي، ولأن شعره بقدر أهمية أفكاره الوطنية تصدّى الدكتور جودت إبراهيم، أستاذ اللغة العربية في جامعة البعث وعضو اتحاد الكتّاب العرب في سورية، واسمه يسبق مؤلفاته العديدة في الأدب والشعر والثقافة، لتأليف كتاب يوثق قصائد الشاعر ناصيف المنشورة في ديوانه “عبق الياسمين” وأخرى نشرت في مواقع التواصل الاجتماعي على صفحته الخاصة في الـ”فيسبوك”، كما وثّق في هذا الكتاب وجهات نظر عديدة لكتّاب وباحثين وشعراء يعملون في الفكر والثقافة والأدب والإعلام في سورية ودول عربية وأجنبية.

وبيّن الدكتور جودت لـ”البعث” أن كلّ هذا العدد الكبير من الكتّاب والشعراء والباحثين والأدباء عبّروا عن وجهات نظرهم بطرق وأساليب مختلفة وعلى شكل بحوث أكاديمية ومشاريع لرسائل ماجستير وقصائد شعرية ومنشورات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أو كتب نقدية تخصّ شعر عادل ناصيف، وتسلّط الضوء عليه كشاعر وطني سوري يتغنّى بوطنه في غربته، وهي في واقع الحال إضاءة للقارئ وكشف لجماليات القصائد التي ربما تكون خافية ومواربة. وأوضح إبراهيم أن المؤلف يضمّ نحو 88 دراسة وقصيدة وشهادة من أعلام الأدب والثقافة والإعلام ورجال دولة زاد عددهم عن السبعين شخصية توزعت برقم نوع الدراسة العدد 1 دراسات متخصصة 62 شهادات أدبية 193 قراءات ثقافية 184 تعليقات عامة 255 حوارات 16 قصائد شعرية- فصحى 14 وهم:1 وقراءات عديدة لباحثين من دول عدة كالدكتور فيليب عبد الحق أستاذ الأدب العربي في دير البلمند بلبنان في قصيدته “أنا والثمانون”، وقراءة الأستاذ حرب خولي في قصيدته “يا نفس كفى جموحاً”، بالإضافة لقراءات عديدة أخرى توثق قصائده من خلال قصائد تمّت كتابتها للتعبير عن شعر عادل ناصيف، ويبيّن الدكتور جودت أن هناك سلسلة من الدراسات النقدية والمنهجية التي تناولت بعضاً من قصائد الشاعر قدّمها الباحث الدكتور وليد خليف العرفي وشارك فيها في ندوة مشتركة في رابطة الخريجين الجامعيين بحمص صيف العام 2022 بعنوان “دراسات أسلوبية في شعر عادل ناصيف”، وشارك فيها أيضاً الشاعر عادل ناصيف الذي كان وقتها في سورية، وليتمّ بعد ذلك تجميع هذه الدراسة في كتاب قدم له الدكتور جودت وهو قيد الطباعة، ويوضح إبراهيم أن هذا المؤلف الذي قام بتجميع عدد من الدراسات لكتاب عديدين مع كتاب الدكتور العرفي سيشكلان دراسة وافية وليكونا أكثر مراجع دراسة الشاعر عادل ناصيف أهمية، ويدعو النقاد والباحثين إلى التنقيب عن مكنونات ما يحتويه شعر عادل ناصيف، لغةً وجمالاً وتقنية وانتماء واختلافه المميّز في عالم الشعر، فهو شاعر يتألق إبداعاً، ويختلف في لغته، وخلاق في شعره، ووطني لم يترك أي شيء يخصّ وطنه بحدث أو مناسبة إلا وكان السبّاق، فراحت قصائده تتلألأ في سماء الوطن سورية ودخلت إلى عقول وقلوب الناس، وكل قصيدة من قصائده ملحمة تستحق التكريم بماء الذهب على أسوار دمشق.

وأكد إبراهيم أن كل من يعمل في الجامعات السورية سيحفزه من أجل توجيه طلاب الدراسات العليا لدراسة شعر وقصائد هذا الشاعر المتألق والوطني في غربته الجسدية، لكنه موجود في شعره ومحبته وحنينه لوطنه الأم سورية، وشكر الدكتور جودت كل من ساهم من الباحثين والأدباء برأي أو دراسة لدعم الكتاب الذي ألفه “قراءات نقدية في شعر عادل ناصيف”.