منتدى وسائل الإعلام المرئية في الصين يناقش استثمار الذكاء الاصطناعي وتحديات التضليل
فوجيان ـ ريم ربيع
من الميناء الأول لطريق الحرير البحري، انطلق اليوم المنتدى العالمي الثاني عشر لوسائل الإعلام المرئية في مدينة تشوانتشو في مقاطعة فوجيان جنوبي الصين، والذي يجمع تحت عنوان “الذكاء بلا حدود، رؤية تتجاوز الأفق – دور وسائل الإعلام في الاتصال والتبادل الثقافي”، بين محترفي وسائل الإعلام في الصين والعالم، إذ يضم 94 إعلاميًا من 72 منظمة إعلامية رئيسية، ومنظمات دولية من أكثر من 60 دولة ومنطقة، ويكشف عن أحدث الإنجازات في التعاون الإعلامي بين الصين والدول الأخرى.
أحد أكثر المواضيع حضوراً في نقاشات المؤتمر وكلماته كيفية الاستفادة من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتمكين الاتصالات الإعلامية المتكاملة، واستكشاف دور وسائل الإعلام في تعزيز التبادلات الثقافية والمشاركة الدولية، مع البحث عن آليات مراقبة وتوجيه هذه التقنيات لما لها في الوقت ذاته من مخاطر عالية على المجتمعات ونقل الحقيقة، حيث أصبح الذكاء الاصطناعي يستخدم في تزييف الحقائق وخلق وقائع غير حقيقية وتصميم فيديوهات مضللة، ويتطلب اعتماده كفاءة ومسؤولية لضبط هذه الحالات وكشفها.
وزير الدعاية في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني لي شولي أكد أهمية استخدام التقنيات الحديثة والاستفادة من مزاياها لنقل ونشر التعلم والتبادل الحضاري والثقافي بين الدول، وتحقيق التفاهم بغض النظر عن القرب الجغرافي، آملاً أن تنشئ وسائل الإعلام في العالم منصة لتبادل ونشر الحضارات والثقافات، والتركيز على المستقبل ودفع التنمية، واستخدام تكنولوجيا المعلومات لخدمة صناعة الفيديوهات، لكن مع اعتبارات السلامة لتجنب خطرها بنفس الوقت، مشدداً على المسؤولية في مواجهة المعلومات المزيفة، مع استعداد الصين للتعاون بالمحتوى والتقنيات وإعداد الكفاءات في دول الجنوب العالمي.
بدوره رئيس تحرير مجموعة الصين للإعلام، شين هاي شيونغ، اعتبر أن الوقت الحالي يشهد جولة جديدة من الثورة العلمية والتكنولوجية والتحول الصناعي، والتي يمثّلها الذكاء الاصطناعي، لإعادة تشكيل وسائل الإعلام العالمية ومنظومات الرأي العام والصناعات الثقافية بشكل معمق، لذلك يعد التحدي الأبرز اليوم في عصر الاتصالات الذكية، هو كيفية نقل وسائل الإعلام للقيم المشتركة للإنسانية بشكل أفضل، وتعزيز التعاون بين الثقافات والقطاعات، والنهوض بالتحديث العالمي، موضحاً أن مجموعة الصين للإعلام، بصفتها أكبر منظمة إعلامية دولية متكاملة وأكثرها تنوعًا وتغطيةً على صعيد العالم، تلتزم بالاستفادة من نقاط قوتها في التقنيات والاتصالات كوسيلة إعلامية رئيسية من نوع جديد، وعلى مستوى عالمي، وتبذل جهود مشتركة لسرد قصص مقنعة تنتقل من “أنا” إلى “نحن” وتنطلق من الصين إلى العالم.
وبيّن مدير اتحاد إذاعات الدول العربية، عبد الرحيم سليمان، أن الاتحاد يعتمد توجهاً قائماً على الانفتاح والتعاون مع الفضاء الإعلامي المتنوع والمتطور، حيث يسعى إلى تعزيز التواصل الإعلامي والثقافي والحضاري مع الفضاءات الأخرى في كل العالم، والمساهمة في مبادرات مشتركة لتغطية الأحداث والتعاون في الإنتاج التلفزيوني والمصور وتدريب الكفاءات وتجهيزها، وتوقيع اتفاقيات ومشاريع مشتركة مع مختلف المؤسسات الإعلامية لتطوير المحتوى الإعلامي عالمياً.