دراساتصحيفة البعث

أربعائيات .. نقطة على حرف

 مهدي دخل الله 

معركة العروبة مع العثمانية لم تنته بعد. نعيش اليوم جولة جديدة من هذه المعركة التي حمي وطيسها بعد أن كانت خمدت لعدة عقود.

العلم التركي يرتفع على قلعة حلب ومعالم أخرى من المدينة العربية السورية العظيمة. إنها محاولة للعودة إلى ما قبل عام 1916، أو ما اعتدنا على تسميته بـ “الثورة العربية الكبرى” التي ما زالت ألوان علمها تزين أعلاماً عربية (الأردن – فلسطين – علم البعث..).

لم يتخلّ العثمانيون الجدد عن حلمهم بالعودة إلى الخلف، إلى عصر أكل عليه الدهر وشرب. وبالطبع، إذا كان هدفك مستحيلاً، فليس لك غير الإرهاب سبيلاً لتحقيقه، ذلك أن الإرهاب خارج منطق العصر مثل حلمك. إنه العناد في وجه المنطق والتاريخ..

تحالف إرهاب الدولة العثمانية مع إرهاب المرتزقة، الذين هم على استعداد لقتل آبائهم من أجل المال، لن ينجح في العودة إلى ذلك اليوم الحار، 24 آب 1516. لن تنجح معركة مرج دابق هذه المرة. عندها كان المماليك يحكمون السوريين. اليوم لا وجود لقانصوه الغوري. الأرض السورية المقدسة يقف عليها أبناء الشعب, أبطال الجيش وميامينه، والسوريون اليوم يحكمون أنفسهم ويحمون غيرهم من العرب..

هذه ليست شعارات أو لغة خطابية. إنه الميدان الواقعي الذي يشهد “أن السيف أصدق إنباءً من الكتب”.

حماقة أردوغان مضاعفة: يحاول إعادة عجلة التاريخ من جهة، ويستخدم في ذلك الإرهاب المنبوذ عالمياً من جهة أخرى. وكأني بأبي الطبيب المتنبي يرفع رأسه من قبره ليقول: أم أقل لكم أن لكل داء دواء يُستطب به… إلا الحماقة أغيت من يداويها؟!

نحن السوريين، ومعنا أشقاؤنا في لبنان، وفي فلسطين، في أرض بلاد الشام، قدرنا أن نكون درعاً واقياً للعروبة والعرب من الصهيونية والعثمانية الجديدة – القديمة. أنه عزم عظيم, لكن المتنبي يذكر مرة أخرى أنه على قدر أهل العزم تأتي العزائم. والشاميون كلهم أهل عزم.. إنها النقطة الوحيدة.. على الحرف الوحيد..