إيران وروسيا والصين أمام مجلس الأمن: ندين الهجوم الإرهابي على حلب ونطالب بتقديم المساعدة لسورية للقضاء على الإرهاب
نيويورك-سانا
أكد مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني أن هجوم التنظيمات الإرهابية على حلب اعتداء سافر على سيادة سورية، مشيراً إلى أن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة يستخدم الإرهاب أداة لتنفيذ أجنداته السياسية في المنطقة.
وقال إيرواني خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن اليوم لمناقشة الهجوم الإرهابي على حلب: تعبر الجمهورية الإسلامية عن عميق قلقها حيال الوضع المتصاعد في سورية، فالتطورات الأخيرة وخاصة تلك التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية مثل “هيئة تحرير الشام” تهدد بشكل خطير سيادة واستقرار سورية، موضحاً أن التنظيم الإرهابي شن هجوماً واسع النطاق على محافظتي حلب وإدلب أدى إلى نتائج مأساوية ومدمرة.
وأوضح إيرواني أن التنظيمات الإرهابية استهدفت بطريقة متعمدة مقر القنصلية الإيرانية في حلب، مبيناً أن الهجمات على المقار الدبلوماسية والقنصلية انتهاك صارخ للقانون الدولي وهو محظور بشكل صارم، ومحملاً الدول التي تمول وتزود المجموعات الإرهابية بالسلاح وتمكنهم من مواصلة اعتداءاتهم وانتهاكاتهم للأعراف الدولية مسؤولية هذا الهجوم الفاضح.
وأشار إيرواني إلى أن الهجمات الإرهابية تقوض بشكل مباشر الاتفاقات التي تم التوصل اليها لإنشاء منطقة خفض التصعيد في إدلب بموجب صيغة أستانا، وكذلك ما تم التأكيد عليه في الاجتماع الأخير للدول الضامنة “روسيا وإيران وتركيا” في تشرين الثاني الماضي في العاصمة الكازاخية من أن وجود المجموعات الإرهابية يهدد حياة المدنيين داخل وخارج منطقة خفض التصعيد في إدلب.
بدوره، أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إدانة بلاده للهجوم الإرهابي الذي شنه تنظيم “هيئة تحرير الشام” الإرهابي والكيانات المرتبطة به على مدينة حلب، موضحاً أن التنظيمات الإرهابية في سورية تحصل على الدعم من الولايات المتحدة وحلفائها.
وقال نيبينيزيا خلال الجلسة: إن هؤلاء الإرهابيين سيطروا على أجزاء كبيرة من حلب ويقومون بقصف المناطق المحيطة، وقد حذرت موسكو الغرب مراراً من دعم هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية، لافتاً إلى أن من مصلحة الدول الغربية تبديد جميع الشكوك خاصة في هذه العملية.
وشدد على أن السلطات الأوكرانية دعمت هجوم الإرهابيين على حلب وزودتهم بالسلاح، مردفاً: “تحدثنا مراراً في قاعة مجلس الأمن حول وجود عسكريين ومستشارين أوكرانيين من المخابرات، جهزوا ودربوا قوات هيئة تحرير الشام، ويجري التعامل هناك بين أوكرانيا والإرهابيين، سواء لتجنيد الإرهابيين في صفوف القوات الأوكرانية أو مقاتلة السوريين”، ومضيفاً “إن ما حدث في الـ 26 من تشرين الثاني الماضي أكد دقة المعلومات حول هذا التعاون، واتضح أن أوكرانيا تحولت إلى مزرعة للإرهاب الدولي، وتهدد الأمن والسلام الدوليين، ليس فقط من خلال عملياتها في أراضي روسيا، بل في سورية أيضاً.
وأكد مندوب روسيا أن ما حدث في الأيام الأخيرة في سورية أوضح أن وجود الولايات المتحدة في سورية بصورة غير مشروعة، يهدف إلى زعزعة الاستقرار فيها، حيث تحتل المناطق الغنية بالنفط والموارد الطبيعية في شمال شرق سورية، إضافة إلى انتشارها في منطقة التنف، كما أوضح أن الولايات المتحدة وحلفاءها ينتهزون كل الفرص لدعم الإرهابيين وخنق سورية اقتصادياً، مؤكداً أن الكيل بمكيالين غير مقبول، ويجب استمرار النضال ضد التنظيمات التي صنفتها الأمم المتحدة بالإرهابية، كما يجب تأييد الحكومة الشرعية في سورية، وإدانة الهجمات الإرهابية.
من جهته قال مندوب الصين فو تسونغ: “إن الهجوم الإرهابي على حلب يقوض الاستقرار في سورية ومصدر قلق للجميع كون الإرهاب عدواً مشتركاً للبشرية”، مشدداً على أهمية تقديم المساعدة للحكومة السورية للقضاء على الإرهاب والعمل على صون الأمن والاستقرار بالتعاون والتنسيق مع الحكومة السورية.
ودعا مندوب الصين المجتمع الدولي إلى ضرورة احترام سيادة سورية، واتخاذ التدابير للتصدي للإرهابيين وقطع خطوط إمدادهم وقنوات دعمهم، إضافة إلى دعم الحل السياسي كونه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة في سورية.