سوريون في “أمير الشعراء 11”: تجربة مهمة وفخورون بتمثيل بلدنا في هذا الموسم
أبو ظبي ـ غالية خوجة
حفاظاً على المحاور الأساسية ومنها لغتنا العربية الضوئية، وهويتنا الوطنية، وقيمنا الأخلاقية، ووحدتنا الانتمائية العربية الحضارية، يحتفي وطننا العربي بمبادرات وفعاليات ثقافية متعددة، منها برنامج “أمير الشعراء” المعزز للغة الضاد ومشهدها الشعري والثقافي العربي وتواصلها الإنساني مع ثقافات الشعوب، والذي أطلقته إمارة أبو ظبي منذ عام 2007 كرسالة محبة مبنية على التراث العربي، ومؤصّلة لحداثة إيجابية في الوعي بحساسية الكلمة الشعرية وتأثيرات معانيها وأهميتها في الوجود الإنساني، ولاسيما في كينونة الأمة العربية وحضارتها المشرقة.
وفي موسمه الحادي عشر حضرت “البعث” المؤتمر الصحفي الذي أقيم في مسرح شاطئ الراحة بأبو ظبي مع كلمة ألقاها عبيد خلفان المزروعي المدير التنفيذي لقطاع المهرجانات والفعاليات بالإنابة عن فارس خلف المزروعي قائد عام شرطة أبو ظبي رئيس هيئة أبو ظبي للتراث، مؤكداً ما يرسّخه البرنامج من محافظة على الموروث الثقافي، واستدامته بين الأجيال الحالية واللاحقة، والحفاظ على مكانة الشعر العربي المرموقة انطلاقاً من أبو ظبي عاصمة الشعر والشعراء، مضيفاً: “هو برهان ثقافي إلى جانب المنجزات الأخرى، يعيد الدور التفاعلي والتواصلي للشعر بين الشعوب، ويجمع الناطقين باللغة العربية في كل مكان”.
وبدوره، ركّز الشاعر الباحث الإماراتي الدكتور سلطان العميمي المدير التنفيذي لقطاع الشعر والموروث بالإنابة، مدير أكاديمية الشعر، رئيس اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، على فاعلية دور أبو ظبي وكيف مدت يدها إلى الشعر العربي، وأوصلت القصيدة إلى كل بيت عربي، وحرصت على أن لا تنطفئ جذوة الإبداع.
وبعدما استذكر لجان التحكيم على مرّ المواسم التي بدأت عام 2007، توقّف عند الكثير من الإحصائيات، منها استقطاب “أمير الشعراء” أكثر من 3000 شاعراً من 49 جنسية منها 29 غير عربية، ملفتاً إلى هيبة القصيدة وتمددها الجغرافي وأهدافها ورسالتها وأهمها التلاحم والسلام والتسامح من الذات العربية إلى العالم أجمع، منوهاً بدور أكاديمية الشعر التابعة لهيئة أبو ظبي للتراث، وحرصها منذ الدورة الأولى على طباعة دواوين الشعراء الواصلين إلى المراكز الأولى، ومشيراً إلى إصداراتها المتنوعة في هذا المجال، منها 70 إصداراً متعلقاً بالمسابقة، و50 مجموعة شعرية، فاز منها 3 دواوين عربياً وعالمياً، بالإضافة إلى ما يصدر من خارج الهيئة من رسائل ماجستير ودكتوراه عربية تتناول هذه الإصدارات.
وركّز الشاعر الباحث الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز اللغة العربية بأبو ظبي، عضو لجنة التحكيم، على أهمية التنوع في “أمير الشعراء”، ولا سيما مع ما يتزامن من تحديات كبيرة في العالم العربي على مستوى اللغة والصورة والظهور الإعلامي، لأن الشعر العربي الأكثر أهمية في فنون اللغة والوعي بها وبجمال الهوية الفردية والجماعية.
بدوره، قال الناقد السوري د. وهب رومية، عضو مجمع اللغة العربية بدمشق، عضو لجنة التحكيم: “لولا الشعر والفن لكانت الحياة خطأ يصعب تصحيحه، وأحيت أبو ظبي تقليداً ثقافياً عريقاً للأسواق الشعرية العربية، وعصرنت الشعر، واتبعت آليات جديدة، ولفت إلى أن تقويم الشعر ليس علمياً محضاً لكنه جمالي، مع ملاحظته للمرحلة الثانية التي كانت أفضل من الأولى لتنوع الشعراء أنفسهم.
ودارت العديد من الأسئلة والمداخلات في ختام المؤتمر الصحفي الذي حضره عدد من المسؤولين والمثقفين والأدباء والشعراء والنقاد والإعلاميين والمهتمين، ومنها اقتراح “البعث” لحضور الشاعرة والناقدة العربية في اللجان، وإمكانية حضورها في كل موسم مع تنوع اختيارها من البلدان العربي، كما تساءلت “البعث” عن المعيارية لكل من الثيمة الموضوعية والجمالية في التحكيم؟ وهل ستحضر قصيدة “النثر” في البرنامج ذات موسم؟
فأجابنا العميمي عن قبول الاقتراح الأول الخاص بحضور المرأة العربية في اللجان، بينما أجابنا د.رومية عن المعيارية كعلاقة متبادلة بين الثيميتين، وتطورها مع تطور القصيدة الحديثة، وأهمية الأخذ بصورة المعنى وتشكيله الفني بحثاً عن الاختلاف لا التماثُل، وركّز على ضرورة الموسيقا الشعرية وبحورها في القصيدة لأنها من المحاور الأساسية للشعر العربي.
تجدر الإشارة إلى أعضاء اللجنة الاستشارية المؤلفة من عضوية كل من الدكتور السوري عماد خلف، الشاعر الدكتور المصري محمد أبو الفضل بدران، الشاعر العراقي رعد بندر، ومعد البرنامج الشاعر الإعلامي الإماراتي عارف عمر.
وأعُلن عن قائمة الشعراء العشرين المتأهلين، ومن بينهم محمد زياد شودب، ومي عيسى رومية، ويزن عيسى من سورية، تقول رومية: “إنها من أكثر التجارب أهمية، وستضيف الكثير إلى حياتي الأدبية كما أضافت مشاركاتي في سورية والعالم العربي، وأكثر ما شجعني هو الموضوعية والمصداقية في التقييم، ووصولي إلى هذه المرحلة فخر”.
بدوره، قال الشاعر محمد شودب: “تجربة تضيف الكثير، وأشعر معها بالمسؤولية الشعرية تجاه القصيدة السورية والعربية”، بينما رأى عيسى أنها أكثر منصة للشعر العربي أهمية، وأضاف: “يسعدني أن أمثّل سورية مع عدد من الأصدقاء، ونتمنى أن نقدم ما يليق بالشعر السوري والعربي”.