الإرهاب يضرب المنشآت الرياضية وصالة الحمدانية آخرها
دمشق – عماد درويش
كعادتها في تدمير كل ما يشير إلى الحياة والتقدم قامت المجموعات المسلحة بتدمير صالة الحمدانية في حلب، حيث تعرضت الصالة لدمار كبير من قبل تلك المجموعات.
فالصالة من أهم الصالات الرياضية في الشرق الأوسط، والتي عمل الاتحاد الرياضي العام على إعادة تأهيلها بعد خروج الإرهابيين من مدينة حلب، قبل سنوات، وتجهيزها بأحدث التقنيات الحديثة، وهي مزودة بنظام كاميرات مراقبة على مدار الصالة، بالإضافة إلى نظام حرائق طوارئ ونظام تكييف كامل ممدد وجاهز. ويعتبر هيكل الصالة الخارجي أجمل منشأة رياضية في سورية، وتضم الصالة قاعة استقبال vip وقاعة مؤتمرات، وهي الأكبر من حيث السعة الجماهيرية حيث يقدر عدد الكراسي 8765 كرسياً، وإذا حسبنا فواصل الدرج بين المدرجات تتسع إلى 10 آلاف مشجع، وقطر أرضية الصالة هو الأكبر في سورية أيضاً 63 متراً ، وتحتوي الصالة على أكثر من 14 غرفة، منها غرف للتعليق ومنها غرفة الإدارة العامة للصالة من إنارة وصوت وكاميرات، وغرفة النقل التلفزيوني ومنها غرفة الميديا والصوت وغيرها.
والصالة تعد من أهم الصالات الموجودة في سورية والمنطقة، وسجلت ضمن إحصائية موقع الاتحاد الدولي لكرة السلة “الفيبا” المركز الأول كأفضل جمهور وحضور على مستوى العالم ضمن منافسات النافذة الثالثة لتصفيات كأس العالم، والتي استضافتها مدينة حلب، حيث سجل الجمهور السوري رقماً قياسياً عالمياً من خلال حضوره للقاء منتخبنا الوطني بكرة السلة مع نظيره البحريني خلال مجريات النافذة الأخيرة من التصفيات المونديالية، وقدر “فيبا” عدد الحضور الجماهيري للمباراة بـ 13500 مشجعا تواجدوا في الصالة.
لم يقتصر الأمر على مباريات المنتخب، فقد سجّلت الحمدانية رقماً قياسياً آسيوياً أيضاً، حيث أعلن الاتحاد الآسيوي لكرة السلة عن حضور جماهيري تجاوز 9000 مشجع في مباراة أهلي حلب والنفط العراقي عام 2023، وقد وثّق الاتحاد هذا الحدث بنشر فيديو عبر صفحاته على فيسبوك وإنستغرام، مُرفقاً إياه بعبارة: “سورية لديها أفضل مشجعي كرة السلة على وجه الأرض” .
لقد كانت صالة الحمدانية خزان فرح وحماس لمن يدخلها، وسبق أن تحولت أيّام الزلزال الذي ضرب سورية إلى ملاذ آمن بعدما باتت مركز إيواء لمئات العائلات التي لم يترك لها الزلزال مأوى لكنّها اليوم صارت مجرّد خراب بعدما تعرضت للدمار من قبل المجموعات المسلحة.
صفحات التواصل الاجتماعي التي تعمل في حلب، تناولت صورة الصالة وقد تهدّمت وتحولّت إلى خراب، لتنتشر الصورة بين كافة الجماهير الرياضية، وشاركها مجموعة من لاعبي ولاعبات السلة السورية ، معبّرين عن حزنهم البالغ بما وصلت إليه الصالة، وما تحمله من رمزية وعن الذكريات التي جمعتهم على أرضية هذه الصالة، ومن بين هؤلاء لاعبي نادي الوحدة الدمشقي عمر إدلبي ومجد عربشة وبيروفين ججو وجلنار مبارك ولاعبات الثورة سيدرة سليمان ونورا بشارة وكارولينا أبو لطيف ولاعبة بردى ماري عبدالله وكذلك عند الجمهور وبعض المصورين والصحافيين الذين أعادوا نشر ذكرياتهم تحديداً صور المواجهات الكبيرة التي استضافتها الصالة.
ورغم حالة الحزن إلا أننا اعتدنا أن نكون صامدين كصمود جيشنا الباسل وشعبنا العظيم حيث سيتم إعادة بناء الصالة مجدداً ولنهتف فيها من جديد لاسم سورية القوية والمنتصرة دائماً.