لا لجشع تجّار الأزمة!
غسان فطوم
في ظل هذه الظروف الصعبة التي تتعرض لها سورية بفعل تجدد حرب العصابات الإرهابية التكفيرية، نحن أحوج من أي وقت مضى لنكون مع بعض، ونقف وقفة واحدة، ويداً بيد، مع جيشنا الباسل في مواجهة قتلة البشر وحرق الشجر وتدمير الحجر، فلا يستوي أبداً أن تسيل الدماء الطاهرة فداءً للوطن، بينما هناك من يجدها فرصة للاحتكار والجشع والاستغلال من تجار الأزمات ومحدثي النعمة وأغنياء الحرب الذين تجردت قلوبهم من الرحمة والإنسانية، مما يجعل المواد أياً كانت ضئيلة وبأسعار مرتفعة جداً، وبالأخص ما يتعلق بالغذائيات والمحروقات، وتأجير البيوت المفروشة أو الفارغة بأسعار خيالية، وأجور النقل الباهظة، وغيرها، فالملاحظ خلال اليومين الماضيين ارتفاع كبير بالأسعار دون أية مبررات، فاتقوا الله بأهلكم أيها التجار الجشعين، عديمي الضمير وغير المبالين بما يحدث، فـأنتم والله شركاء في هذه الحرب التي تستنزف الوطن وتزيد في معاناة المواطن الصابر.
وللأمانة، هناك الكثير من المحال التجارية والبيوت فتح أصحابها أبوابها على مصراعيها أمام أهلنا النازحين قسراً من حلب وباقي المناطق مظهرين بعملهم النبيل معدنهم الحقيقي “الذهب العتيق”، فيما هناك من وجدها فرصة “لا تعوض” من منظورهم لزيادة أرباحهم تحت شعار “مصائب قوم عند قوم فوائد”.
أيها السوري الأصيل.. اللحظة صعبة وحاسمة، والمفروض أن يصل الانتماء للوطن والتفاني في حبه إلى أعلى المستويات، فلا مكان بيننا للانهزاميين والانتهازيين والفاسدين والمدعين، فالوطنية في مثل هذه الأوقات الحرجة يجب أن تعمل على الأرض أكثر مما تتكلم.
بالمختصر، الشدائد محك الرجال، ونحن نراهن على صلابة ووعي وثقة الشرفاء من أبناء الوطن بمؤسسات الدولة وقدرتها على الصمود، ونقول لأبواق التضليل والفتنة ولتجار المحنة والأزمة: ستهزمون، السوريون الشرفاء مؤمنون بحتمية النصر على العصابات الإرهابية وداعميها منذ عام 2011، وما زالوا، وما النصر إلا صبر ساعات، فسورية تمرض ولا تموت بفضل صمود شعبها الأبي، وبسالة جيشها، وحكمة قيادتها التي لم ولن تساوم أبداً على قرارنا الحر، وحياة فيها كرامة، وسيادة مطلقة على كل شبر من أرضنا المقدسة تحت راية علم الوطن الغالي.