صحيفة البعثمحليات

حلب قصدنا…

وائل علي

لن نضيف جديداً إن كانت الأولوية وقصدنا اليوم التكتيكي والاستراتيجي حلب فهل تتخلى الأم عن أبنائها…؟ وعليه ورغم الوهن الذي تسلل هنا وهناك وأن القدرة على الاستجابة لن تكون بالشكل المرتجى لأسباب موضوعية “ربما” أو حتى شكلية ، لكن يظل للواقع والميدان كلمته وتأثيره ، وعلينا ألا نستكين وأن لا نعدم الوسيلة والطريقة والحيلة وتوظيف كل المقدرات في الداخل والخارج واستثمار أذرع المنظمات والهيئات المحلية والدولية ومنابرنا الديبلوماسية والدول الشقيقة والصديقة والحليفة والمجتمع الدولي لشرح ما تتعرض له سورية من افتئات التكفير الذي استباح وانتهك المحرمات وارتكب أبشع الجرائم بدعم من الأردوغانيبن الأتراك المنغمسين في الولوغ في دماء الأبرياء… لن ندخل في تقييم ما جرى لنبقى في دائرة الإجابة على سؤال ما هي الطريقة والآلية الواجب اتباعها للتعاطي مع التداعيات غير المسبوقة للتخفيف من وطأة معاناة مدينة التاريخ والاقتصاد والفن والإبداع والجمال والحب “حلب” وكيف نكون السند والمعين لصمود وصبر أبنائنا في هذه المحنة لحين عودة الأمور إلى سابق عهدها… وحسنا فعلت رئاسة الحكومة في اجتماعها الدوري الأخير لبحث الآليات والطرائق لامتصاص التداعيات ووضع خارطة وبرنامج تنفيذي لكيفية التعامل مع ملفات التربية والتعليم والتعليم العالي والجامعات الخاصة والموافقة على الخطط والمسارات التي قدمتها الوزارات ذات العلاقة…  واستطرادا فإننا نعتقد أن إجراء تقييم شامل لواقع مؤسساتنا العاملة في محافظة حلب الإدارية والمالية والبنكية والعدلية والأحوال المدنية والعقارية والنقلية البرية والجوية والخدمية والنفطية والشرطية والتموينية والكهربائية والإنشائية والصناعية والبحثية وسائر المؤسسات ، وكيفية التعاطي مع مرتبات ومستحقات وأجور العاملين في القطاعين العام والخاص ، وهي أمور غاية في الأهمية تستوجب البحث والمعالجة لحين إعادة تحرير المدينة… صحيح أن المشهد بالغ التعقيد والحساسية لكنه لا يحتمل التأجيل ويتطلب سرعة التحرك والتدخل والبدائل وهذا ما نأمله وينتظره الجميع… والسلام والرحمة لأرواح شهدائنا العظام البررة والدعاء بالنصر لجيشنا البطل الذي يخوض أشرس المعارك في أصعب الظروف وأقساها، رغم تكالب المؤامرات التي تحاك لسبب جد بسيط هو أن حلب قصدنا وقصد كل السوريين الشرفاء…