Uncategorizedرياضةصحيفة البعث

دوري الدرجة الأولى بلا فائدة والأندية تعاني!

ناصر النجار

خيراً فعل اتحاد كرة القدم عندما أصدر قراره بتأجيل مباريات الدوري لكل الدرجات والفئات.
في الأسبوع الماضي انطلق دوري الدرجة الأولى للرجال، وقبله بأسبوع انطلق دوري الشباب للدرجة نفسها، وجرت العديد من المباريات قبل توقيف الدوري وتأجيله، وكان لا بد من ملاحظات عديدة على بعض المباريات التي أقيمت لنصل إلى خلاصة مهمة ومفيدة من اجل أن يصبح هذا الدوري أكثر فائدة ووجوداً وتأثيراً على خارطة الكرة السورية.
في النتائج التي بين أيدينا وقد انتهت إلى أرقام كبيرة كدليل في دوري رجال الدرجة الأولى ناهيك عن نتائج فئة الشباب على عدم وجود التكافؤ والتنافس بين الفرق، ففاز النضال على العربي بنصف دزينة من الأهداف، وفاز الحرجلة على معضمية الشام بأربعة أهداف نظيفة، والنتيجة ذاتها كانت عنوان فوز المجد على الكسوة وشهبا على الهيجانة، ورغم فوز دوما على النبك بهدف وحيد، إلا أن هذه النتيجة كانت لها مدلول سلبي كبير، لأن النبك كان من الفرق المنافسة في الموسم الماضي على الصعود إلى الدرجة الممتازة، وكان دوما في المركز الأخير حتى أنه في آخر مبارياته كان لا يكمل المباريات وينسحب في الشوط الثاني بدعوى إصابة لاعبيه، ولولا أن المحافظة انسحب من الدوري لكان دوما في الدرجة الثانية اليوم، وهذا الانقلاب في المستوى يدل على أن أمور فريق النبك ليست على ما يرام!
في الملاحظات على المباريات فقد رثى المتابعون حال فريق العربي بلقائه مع النضال، وربما كانت الخسارة بستة أهداف نظيفة هي الأقسى للنادي العربي أمام فرق تماثله بالموقع والدرجة، بل إن فريق النضال صاعد من الدرجة الأدنى وهذا يفترض أن يكون العربي المتمرس والأكثر خبرة أن يكون الأكثر توازناً وقوة وسيطرة، وإذا كانت النتيجة مؤسفة فإن واقع الحال كان أكثر أسفاً، لأن متوسط اعمار لاعبي الفريق تجاوزت الخامسة والثلاثين عاماً، بل إن حارس المرمى تجاوز الأربعين بسنوات وكأننا نشاهد مباراة بين قدامى النادي العربي ورجال النضال. وهذا كله يعكس واقع الحال في هذا النادي التي باتت كرة القدم تحتاج إلى حلول جذرية، فإما أن تكون كرة القدم في النادي كرة لها اهتمامها وتقدم إدارة النادي لها كل رعاية ودعم سواء من الاستثمارات أو الرعاية أو الداعمين أو تكون عبارة عن لعبة شعبية تمارس هوايتها ضمن فرق الدرجة الثانية على مستوى المحافظة، وتقوم إدارة النادي بالعناية بألعاب أكثر فائدة وكانت في زمن مضى متفوقة بها كالجمباز والكرة الطائرة وبعض ألعاب القوة، وكما نعلم أن كرة القدم لفئة السيدات في النادي وكانت متفوقة ورفدت المنتخبات الوطنية بكوادر جيدة ولاعبات ماهرات ألغيت هذا الموسم، لنستدل من كل ذلك أن النادي غير قادر على رعاية كرة القدم بسبب ارتفاع مصاريفها، وبالتالي فإن البحث عن الرياضة المفيدة التي توفر النفقات هو القرار الأفضل والأصح في الوقت الحالي.
في مثال آخر فإن نادي معضمية الشام خسر بالأربعة أمام جاره نادي الحرجلة، وهذا الأمر يقودنا إلى أن نادي معضمية الشام لا يملك أي مقومات يستطيع من خلالها تبني كرة القدم، ونلاحظ أن اسم النادي لا يتم ذكره إلا في المباريات القليلة التي يلعبها في الدوري خلال شهرين من العام، ولولا أن هناك من يحمل عن النادي مسألة الهبوط لأن هناك فرقاً أسوأ في الإمكانيات من فريق معضمية الشام لما بقي فريق المعضمية في الدوري، لذلك وحسب الإمكانيات المتاحة من المفترض أن يلجأ النادي إلى غير رياضات، فيفتح أبوابه للرياضيين طوال العام في ألعاب من ممكن أن ينشط فيها ولا تكلف كثيراً ككرة الطاولة والشطرنج وألعاب القوة مع العلم أن ألعاب القوة باتت رياضات استثمارية تعود على النادي بالدعم المالي، وهذه كلها أفضل من كرة القدم التي لا يجني منها النادي إلا الهم والاستجداء من هنا وهناك لتسيير أمور الفريق دون أي فائدة.