أخبارصحيفة البعث

بوادر انقلاب في الغرب على سياسات واشنطن.. شاندور: روسيا تدافع عن مصالحها

عواصم – تقارير

يبدو أن الأزمات الاقتصادية التي تجتاح العالم، وخاصة القارة الأوروبية، شكّلت صدمة للعواصم الغربية التي بدأت تستشعر الخطر المحدق بها على خلفية التضخم والغلاء وأزمة الطاقة، وحتى مخاطر اندلاع صراع عالمي شامل، حيث بدأت الأصوات تتعالى في الداخل الأوروبي حول ضرورة الحوار مع روسيا مجدّداً لإنقاذ الاقتصادات الأوروبية المشرفة على الانهيار، وذلك بعد أن بدأت الشكوك في أوروبا تتزايد حول الدور الأمريكي المخرّب للعلاقات بين روسيا وأوروبا نتيجة الصدمة التي أحدثها العمل الإرهابي الذي استهدف خطَّي غاز السيل الشمالي اللذين يمدّان أوروبا بالغاز، واستفادة الشركات الأمريكية مباشرة من هذا العمل الإرهابي.

ففي براغ، أكد الرئيس السابق لجهاز المخابرات العسكرية التشيكي الجنرال أندور شاندور أن ما تقوم به روسيا في أوكرانيا لا يهدف لإثارة صراع عالمي وإنما الدفاع عن مصالحها الجيوسياسية.

وأشار شاندور في حديث لصحيفة “بلوس يدن دين” السلوفاكية نشرته اليوم، إلى أن ما يجري في أوكرانيا حقيقة وليس حرباً بين روسيا وأوكرانيا، وإنما بين روسيا والغرب، مشدّداً على أن الغرب يمارس الكذب حين يزعم أن العالم يدعمه في صراعه مع الجانب الروسي، حيث نرى جزءاً كبيراً من الدول يتبنى إما موقفاً حيادياً وإما يقف مباشرة إلى جانب روسيا مثل الصين والهند وباكستان وإندونيسيا وجنوب أفريقيا وغيرها.

من جانبه أكد نائب وزير الخارجية التشيكي السابق بيتر درولاك أن تسليح الغرب لأوكرانيا لن يكون المشكلة الأساسية قريباً، وإنما الاستمرار بتقديم الدعم المالي لها، لافتاً إلى أن أوكرانيا تحتاج شهرياً إلى ما بين 4 و5 مليارات دولار، الأمر الذي يعدّ رقماً عالياً، وبالتالي هناك مخاوف جدية من أقرب حلفاء أوكرانيا الأوروبيين من انهيار الاقتصاد الأوكراني.

وأضاف درولاك في حديث لصحيفة دينيك التشيكية: “يتوجب أيضاً الأخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي والمالي الذي تعيشه الدول الأوروبية الآن”، متوقعاً تراجع تمويل الحرب الأوكرانية من هذه الدول.

وأشار إلى أنه بالنظر إلى نسب التضخم المرتفعة المسجّلة في الدول الأوروبية وارتفاع أسعار الطاقة، فإن أوروبا تقف أمام سيناريوهات قاتمة، وبالتالي فإن الأفضل هو التوجّه نحو حل سلمي للحرب في أوكرانيا.

بدوره، أكد الرئيس الفنلندي سولي نينيستيو اليوم ضرورة مواصلة الحوار مع روسيا، وذلك على خلفية العملية الروسية الخاصة في أوكرانيا لحماية سكان دونباس.

ونقلت وكالة نوفوستي عن نينيستيو قوله خلال ندوة حول القضايا الأمنية للجمعية البرلمانية لحلف الناتو: في حال لا تستطيع أوكرانيا وروسيا التحدّث مع بعضهما يجب على القوى العظمى المحيطة بهما أن تبدأ المناقشات ليس للوصول إلى اتفاق سلام ولكن لمحاولة إنقاذ العالم من التصعيد.

وأضاف نينيستيو: نحن في فنلندا نريد أن نتحدّث ليس فقط عمّا يمكن أن يقدّمه لنا حلف شمال الأطلسي الناتو، ولكن أيضاً عمّا يمكن أن نقدّمه للحلف.

من جهة ثانية، وعلى خلفية الجدل الدائر في ألمانيا الآن حول ضرورة التراجع عن السياسات الألمانية المدمّرة ضدّ موسكو، أكد السفير الروسي لدى برلين سيرغي نيتشايف أن الحكومة الألمانية هي المسؤولة عن تدمير التعاون مع روسيا في قطاع الطاقة.

وقال السفير الروسي لدى ألمانيا في مقابلة مع تاس: “إنه لسوء الحظ أصبحت القيادة الألمانية رهينة الموقف الجماعي للغرب، وكجزء من هذا التوجّه دمّرت برلين بأيديها أحد أسس الازدهار والقدرة التنافسية للبلاد، وأعني إمدادات تعاقدية طويلة الأجل موثوقة لموارد الطاقة الروسية بأسعار معقولة”.

وأضاف: “إن الجانب الروسي أعلن مراراً وتكراراً وعلى أرفع المستويات استعداده لإطلاق إمدادات الغاز على الفور إلى ألمانيا عبر “نورد ستريم 2” ما سيلبّي احتياجات الأعمال والصناعة والمواطنين في هذا البلد”، لافتاً إلى أن الفرصة المقابلة فيما يتعلق بفرع “نورد ستريم 2” غير المتضرّر ما زالت موجودة ويجب على الجانب الألماني اتخاذ القرارات اللازمة ولاسيما بشأن التصديق على خط أنابيب الغاز.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن الأسبوع الماضي أن روسيا مستعدّة لبدء نقل الغاز إلى أوروبا عبر الفرع الباقي من خط أنابيب “نورد ستريم 2” بما في ذلك إمداد كميات إضافية.

إلى ذلك، وفي مؤشر قوي على بداية ثورة شاملة في العالم الثالث على السياسات الأمريكية الهادفة إلى إفقاره وتجويعه ومنعه من التعامل مع روسيا، أكد سفير أوغندا لدى روسيا موسى كيزيجي أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة على منع تعاون الدول الأفريقية مع موسكو لأن هذه الدول ذات سيادة وتعرف كيف تراعي مصالحها.

وقال السفير الأوغندي خلال مقابلة مع وكالة سبوتنيك: “لن ينجحوا في منع تعاوننا مع روسيا.. الدول الأفريقية لها سيادة، لذا فإن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى السير في هذا الاتجاه ولن تنجح.. لديهم مشكلاتهم الخاصة ولدينا مشكلاتنا”.

وبشأن قضية بناء محطة للطاقة النووية في أوغندا قال كيزيجي: إن هذا المشروع توقّف بسبب فيروس كورونا، ولكن ستعقد قريباً لجنة حكومية دولية في كمبالا، حيث ستتم مناقشته كأولوية تماماً مثل خطط المشاريع المشتركة في الفضاء، مؤكداً وجود رواسب ضخمة من اليورانيوم في بلادنا وهي الأكبر في العالم.

وأشار السفير الأوغندي إلى أن بلاده تعتزم البدء في تصدير النفط والغاز إلى الدول المهتمة في السنوات الـ15 المقبلة، وقد بدأت ببناء خط الأنابيب لهذه المهمة.

وفي خبر لافت يؤكد وجهة النظر الروسية حول وجود تفجير إرهابي تحت البحر استهدف خط الغاز الروسي، أظهر فيديو من تحت الماء نشرته صحيفة إكسبريسن السويدية اليوم حجم الأضرار التي لحقت بأنابيب خطي السيل الشمالي 1 و2 لنقل الغاز الروسي إلى أوروبا، وقوة الانفجار الذي ضرب الأنبوب الفولاذي السميك وحوّله إلى شظايا الشهر الماضي.

وذكرت وكالة نوفوستي الروسية أن الفيديو أظهر أضراراً كبيرة في خطي أنابيب الغاز، حيث تظهر تشققات في بعض أجزاء الأنبوب الذي تبدو حوافه حادة، كما أنه بات مشوّهاً، إضافة إلى ذلك تظهر آثار انفجار قوي في قاع بحر البلطيق.

وكان خطّا نقل الغاز الروسي إلى أوروبا السيل الشمالي 1 و2 تعرّضا لتفجير إرهابي في السادس والعشرين من أيلول الماضي في قاع بحر البلطيق، ما أدّى إلى تسرّب كميات كبيرة من الغاز، وقد رفضت وزارة الخارجية الروسية الاعتراف بنتائج أي تحقيق حول هذا التفجير لا تكون موسكو طرفاً فيه.