هل تفعلها تركيــــــــــــــا؟..
د. مهدي دخل الله
يحاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إظهار نفسه قائداً إقليمياً مستقلاً لا يخضع للولايات المتحدة كما يخضع بقية اعضاء الناتو في أوروبا . لكن الأمر أكثر تعقيداً من هذه المعادلة البسيطة واضحة المعالم ..
لم يكن أردوغان ليتململ داخل دائرة التأثير الأمريكي لو أن واشنتُن قامت بتنفيذ وعودها :
1 – وعدته أمريكا بأن يكون زعيم ” الشرق الأوسط الجديد ” بلا منازع ، وأن ” العقبة السورية ” لابد من تحطيمها كي يتم له هذا الأمر . لذلك اندفع في عدوان هائج ضد دمشق كما هو معروف … المشكلة أن أمريكا بدت غير متحمسة لدوره القيادي في المشروع الشرق أوسطي، كما أنها دعمت جهات معادية له في المنطقة ( التنظيمات الكردية واليونان )..
2 – اعتقد أنه سيحصل على حصة جيدة من الحلوى الليبية ، لكنه واجه هناك أعداءً محسوبين على أمريكا (السعودية ومصر) ..
3 – طلب تزويد جيشه بصواريخ باتريوت لكن ” العم سام ” الأمريكي رفض ذلك ، فاتجه أردوغان إلى روسيا طالباً صواريخ ( S400 ) ..
4- طلب طائرات )فانتوم 15) المتطورة لكن أمريكا ماطلت أيضاً، وهو الآن بصدد طلب طائرات روسية منافسة للفانتوم (سوخوي 35).
5- يبدو أن أمريكا كانت متعاطفة مع الانقلاب الفاشل ضد أردوغان عام / 2016 / ..
في إطار هذه الإشكاليات بين أردوغان وأمريكا ، يبدو أن هناك سؤالاً حائراً : لماذا لا تلتزم أمريكا بطموحات أردوغان وتطلعاته لزعامة المنطقة باسمها؟ ربما هناك أمران قد يكونا سبباً لهذا الموقف الأمريكي:
1- أن أردوغان شخصية متفردة ، ويريد أن يكون الزعيم الأوحد تحت الغطاء الأمريكي ، بحيث لا تنافسه على الزعامة دول أخرى تابعة لأمريكا في المنطقة ، بما في ذلك الكيان والسعودية .. وهذا أمر لا تريده القيادة الأمريكية ..
2 – أن الإدارة الأمريكية بدأت ، على ما يبدو، تخفف دعمها للإخوان المسلمين ، وتزيد من دعمها للتيارين الآخرين في المنطقة، السعودية والكيان، تاركة الإخوان لمرجعيتهم التاريخية الشهيرة – بريطانيا ..
الانتخابات في تركيا العام القادم ستكون نقطة حاسمة ، فإذا نجح فيها أردوغان هل سيهدد بالانسحاب من الناتو أو ربما الانسحاب منه فعلاً ؟ أم أنه سيعيد حساباته ويرضى بالدور الذي تعطيه واشنتُن ، وهو دور لا يزيد عن أدوار العواصم الأخرى التابعة لأمريكا في المنطقة؟..
mahdidakhlala@gmail.com