ما حدث في لقاء معضمية الشام وجرمانا يحتاج إلى حل جذري
ناصر النجار
يمكننا القول إن اتحاد كرة القدم في موقف لا يُحسد عليه أمام الحادثة التي وقعت في ملعب عرطوز، وراح ضحيتها مدرّب حراس فريق معضمية الشام، والموقف هذا مبعثه أولئك الذين يتربّصون برئيس اتحاد كرة القدم شراً، والذي على ما يبدو يواجه في اتحاده هجمة شرسة ممن لا يريد لكرتنا الخير.
ومع أن الإجراءات التي اتخذها اتحاد كرة القدم في بيانه مقبولة، لأن الخطأ الوارد في المباراة لا يتحمّل مسؤوليته، إلا أننا نشير إلى نقطة مهمّة قد تكون السبب غير المباشر فيما حدث وقد يحدث مستقبلاً، والسبب هو زحمة المباريات التي فرضتها لجنة المسابقات.
ولا نذيعُ سراً إن قلنا إن أغلب مباريات دوري الدرجة الأولى، رجالاً وشباباً، ودوري شباب الممتاز، ناهيك عن دوري الفئات الأخرى ودوري الدرجة الثانية، تُقام دون أي مقومات وبغياب عوامل الأمن والسلامة، ودوماً كان يُلام المراقب أو الحكم إن أوقف مباراة تأخرت فيها سيارة الإسعاف أو لم يحضر رجال حفظ النظام، فماذا حدث الآن؟
عندما تصرّ لجنة المسابقات على زج 24 فريقاً بدوري الدرجة الأولى دون أي مقومات فإن قرارها جانب الصواب، فلا الأندية تملك مقومات وجودها في هذا الدوري، ولا الإمكانيات اللوجستية متوافرة لتغطية مثل هذا النشاط.
وعندما يكون لديك 24 فريقاً بدوري الدرجة الأولى فإنك تحتاج إلى 24 سيارة إسعاف مع طواقمها الطبية، وتحتاج إلى 24 ملعباً وتحتاج إلى الكثير من الأمور اللوجستية الضرورية الأخرى.
اليوم ستدفع الأندية الضريبة وحدها، لأن المطلوب منها أكثر من إمكانياتها، ولنفرض أن منظومة الإسعاف لم تتجاوب مع أي نادٍ، فهل سيخسر المباراة لتقصير الآخرين؟ أمام ذلك، فإن الحلّ الأسلم هو تقليص عدد أندية الدرجة الأولى ليتواكب العدد من الإمكانيات المتاحة، سواء في الاتحاد الرياضي العام أو في الأندية.
وعلى ذكر الأندية فإن نادي الشعلة اعتذر عن المشاركة هذا الموسم بالدوري لضعف الإمكانيات المالية والفنية واللوجستية، كما صرّح رئيس النادي، وفريق الجهاد حتى الآن لم يشارك في الدوري لأسباب نعرف بعضها ونجهل البعض الآخر والحبل على الجرار.
العودة عن الخطأ فضيلة، فكفانا ضحية واحدة هذا الموسم، وتعنّت لجنة المسابقات قد يؤدي بنهاية المطاف إلى الإطاحة باتحاد كرة القدم، وإن غداً لناظره قريب.
وأخيراً.. هل من الضروري أن تدفع كرتنا ثمناً باهظاً حتى يتمّ النظر في قضايا حيوية تحتاج لإجراءات حازمة قبل وقوع الفأس في الرأس؟!.