التميمي في وصيّته: عمليتي في شعفاط نقطة في بحر النضال الهادر
الأرض المحتلة – تقارير:
“أنا المطارد عدي التميمي من مخيم الشهداء شعفاط.. عمليتي في حاجز شعفاط كانت نقطة في بحر النضال الهادر، أعلم أني سأستشهد عاجلاً أم آجلاً، وأعلم أني لم أحرّر فلسطين بالعملية. ولكن نفذتها وأنا أضع هدفاً أمامي، أن تحرّك العملية مئات من الشباب ليحملوا البندقية بعدي”، بهذه الكلمات خطّ الشهيد التميمي رسالته التي نُشرت إثر استشهاده بعد إطلاق حراس إسرائيليين النار عليه عند مدخل مستوطنة “معاليه أدوميم” شرقي القدس المحتلة، خلال تنفيذه عملية بطولية أدّت إلى إصابة أحد حراس المستوطنة.
وتعقيباً على استشهاد التميمي، قال المطران عطا الله حنا، رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس المحتلة: إنّ “الفلسطينيين جميعاً مجاهدون وكل فلسطيني مشروع شهيد”، وأضاف المطران حنا: إنّ “الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء”، وتابع: “باقون على العهد والوعد حتى عودة الحق إلى أصحابه”.
وخاطب الفلسطينيين قائلاً: “توحّدوا، فالانقسامات الداخلية غير مقبولة في ظل ما نمر به”، مردفاً: “لعل لقاء الفصائل يوم أمس في سورية يساعد في ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني”.
وأكد المطران حنا أنّ “عملاء الاحتلال ومرتزقته ليسوا قادرين على تصفية قضية الشعب الفلسطيني”.
وطاردت سلطات الاحتلال الشهيد التميمي على مدار 12 يوماً بعد تنفيذه عملية أولى على حاجز مخيم شعفاط، أدّت إلى مقتل جندية وإصابة أحد الحراس بجراح حرجة، وعلى مدار الأيام الماضية نفذت اعتداءات على أسرة عدي التميمي، وفرضت الحصار الشامل على منطقة مخيم شعفاط وعناتا من اللحظة الأولى لتنفيذ العملية.
وبعد عجز الاحتلال عن إلقاء القبض على التميمي حيّاً حاولت قواته الانتقام منه شهيداً، فقد اقتحمت بيت عزاء عائلة التميمي وأجبرتها على إغلاقه.
وردّاً على استشهاد التميمي أطلق المقاومون النار على قوة عسكرية للاحتلال عند حاجزي بيت إيل برام الله وقلنديا في القدس المحتلة، ليسارع الاحتلال إلى إغلاق حاجز قلنديا، كما اندلعت مواجهات بين عشرات الفلسطينيين وقوات الاحتلال في مخيمي الفوار والعروب بالخليل، وفي مدينة بيت لحم وبلدة الخضر القريبة منها، وبلدة حوارة في نابلس، وعند حاجز الجلمة شمال الضفة الغربية.
من جانبها، أعلنت مجموعة “عرين الأسود” أنّ مقاتليها تمكّنوا من رصد قوة راجلة في محيط نقطة عسكرية للاحتلال جنوب نابلس، وأمطروها بوابل كثيف من الرصاص ردّاً على استشهاد التميمي، مؤكدة أن “دماء عدي التميمي وشهداء فلسطين أصبحت وقوداً لبركان لن يخمده إلا الله”..
جاء ذلك في وقت دعت فيه حركة فتح إلى التصعيد في نقاط التماس في مدن فلسطين، “وفاءً للشهداء، وتأكيداً لنهج النضال والكفاح الوطني”، كما عمّ إضراب شامل مدن الضفة والقدس اليوم، تلبيةً لدعوات وجهتها الحركة وقوى وفعاليات وطنية وشبابية، بينما أعلن الاتحاد العام للمعلمين مشاركته في الإضراب في جميع المدارس والمديريات والوزارة.
من جهتها، نعت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة المحاصر، الشهيد التميمي وفي بيان لها، قالت الغرفة المشتركة: “إنّ التميمي لقّن العدو دروساً قاسية في عمليته الأولى التي أبدى فيها جسارة وبطولة حين قاتلهم وجندلهم من نقطة صفر في قلب ثكنة عسكرية وأمنية حصينة، ثم في مطاردته وعجز الكيان المزعوم بطائراته وجنوده ومنظومة استخباراته عن الوصول إليه على مدار أكثر من 10 أيام، وختاماً بمطاردته للعدو في مكان لم يتوقعه، وارتقائه مقبلاً غير مدبر في مشهد بطولي لن تنساه الأجيال”.
من جانبها، أعلنت القوى الوطنية والإسلامية في القدس المحتلة أنّ اليوم هو يوم حداد وإضراب تجاري على روح الشهيد، داعيةً إلى رفع الرايات السود على المؤسسات والمنازل، وإلى وقفة حداد في المدارس التعليمية كافة، وأن يكون اليوم يوم “نفير عام في كل أرجاء العاصمة”.
في الأثناء، خرجت مسيرات غاضبة في جميع أنحاء الضفة والقدس المحتلة وقطاع غزة، ردّد المشاركون فيها شعاراتٍ مندّدةً بجرائم الاحتلال ومؤيدة للشهيد، بينما شهد مخيم شعفاط تظاهراتٍ جابت الشوارع، وصولاً إلى منزل عائلة الشهيد التميمي.
في سياق متصل، استشهد فتى فلسطيني، وقالت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية: إن الفتى محمد نوري 16 عاماً من بلدة بيتونيا غرب رام الله استشهد صباح اليوم، متأثراً بجروح أصيب بها برصاص الاحتلال في البطن عند مدخل البيرة الشمالي الشهر الماضي.
كذلك اقتحمت قوات الاحتلال قرية النبي صالح شمال غرب رام الله، ومدينة بيت لحم، وحي أبو كتيلة وبلدة سعير في الخليل، ومنطقة حي القرمي بالبلدة القديمة من مدينة القدس المحتلة وبلدة العيسوية شرقها، وداهمت منازل الفلسطينيين فيها، ما أدّى إلى إصابة فلسطينيين بينهما طفل واعتقلت ثمانية بينهم شقيقان وطفل، كما اعتقلت شاباً أثناء وجوده في منطقة باب الزاوية وسط الخليل.
جاء ذلك في وقت استهدفت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، المشاركين في مسيرة لكسر الحصار عن مدينة نابلس على مدخل دير شرف غربها، بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، الأمر الذي أدّى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وحاول الشبان الفلسطينيون إزالة السواتر الترابية التي تغلق المدينة بواسطة المعاول والمجارف، إلا أن قوات الاحتلال استهدفتهم بشكل مباشر بقنابل الغاز والصوت.
من جانبهم، جدّد عشرات المستوطنين اقتحام المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة، ونفذوا جولاتٍ استفزازية فيه بحراسة مشدّدة من قوات الاحتلال.