أنطونوف: استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة “مخيّبة للآمال”
واشنطن – موسكو- جنيف- تقارير
أكد السفير الروسي لدى واشنطن أناتولي أنطونوف، أن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة لا تحتوي أي ذكر للحوار مع موسكو واصفاً إياها بـ”المخيّبة للآمال”.
ونقلت نوفوستي عن أنطونوف قوله في بيان: توقعنا من فريق الرئيس جو بايدن الذي يضم العديد من الأشخاص ذوي الأصول الأجنبية أن يضيفوا إلى الوثيقة بنوداً عقلانية تنص على الحدّ من التسلح، ولكنهم عوضاً عن ذلك اقترحوا الاستعاضة عن معاهدة (ستارت) بتوسيع هيكلية البنية العسكرية الأمريكية.
وأشار أنطونوف إلى أن العقيدة الأمريكية الجديدة لا تتقبل فكرة الحوار الاستراتيجي مع روسيا، وتتهرّب من اتفاقية (ستارت) وأي اتفاقيات قانونية يمكن أن تحل مكانها تزيد من فرص تحقيق السلام الذي يتوق العالم إليه بشدة.
من جهة ثانية، اعتبرت المتحدّثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن التصريحات حول شحنات الطائرات المسيّرة من إيران إلى روسيا تروّجها واشنطن وشركاؤها للضغط على طهران، مؤكدة أن كل ما أثير حول ذلك هو شائعات تم دحضها مراراً وتكراراً.
وأضافت زاخاروفا ردّاً على قول وزارة الخارجية الأمريكية: إن تزويد إيران طائرات دون طيار لموسكو يعدّ انتهاكاً لقرار مجلس الأمن رقم 2231: إننا “نتساءل من الذي ينتهك حقاً قرارات مجلس الأمن، إنها الولايات المتحدة التي تحاول بعنف غير منطقي إيجاد طرق لإدانة الآخرين”.
وتعليقاً على تقرير اللجنة المستقلة للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا قالت زاخاروفا: إن هذا التقرير “يفتقر إلى الحيادية والتوازن ولا يمتّ بصلة للحقائق الموجودة على أرض الواقع، وتم إعداده بإملاءات أمريكية”.
وأكدت زاخاروفا أن “الغرب فشل في إضفاء الموضوعية على بنود الوثيقة التي غضت النظر عن جرائمه، وأثبتت عدم صدقيّته وأصبحت الديمقراطية وحقوق الإنسان التي يتغنى بها مجرّد أكاذيب مضللة يستخدمها لإضفاء صفة الإنسانية على جرائمه”.
وبخصوص احتجاز مواطنين روس في إيطاليا وألمانيا بطلب من السلطات الأمريكية، قالت زاخاروفا: إن هذه الممارسات تمثل “استمراراً للحملة التي تشنّها واشنطن على نطاق واسع للقبض على الروس الذين توجد ضدهم ادّعاءات مع ضمان إدانتهم لاحقاً بالسجن لفترات طويلة”، مشدّدة على أن هذه الأعمال العدائية لن تبقى دون ردّ.
وأشارت زاخاروفا إلى أنه في إطار انخراط واشنطن الفعلي في الأحداث الجارية في أوكرانيا كطرف في النزاع “ستظل هناك إجراءات عقابية استعراضية تقوم بها واشنطن في محاولة لإخافة دوائر الأعمال في روسيا والخارج”.
وفيما يخص الحالة التي وصل إليها الدعم الغربي العسكري للنظام في كييف في مواجهة روسيا، رأت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية أن الغرب الذي يزوّد أوكرانيا بالسلاح يقترب من مواجهة عسكرية مباشرة مع روسيا.
ونقل موقع روسيا اليوم عن زاخاروفا قولها في مؤتمر صحفي اليوم: إن “دول حلف الناتو تستمرّ كما لو كانت تتنافس مع بعضها في ضخّ الأسلحة والذخيرة لنظام كييف، وتقوم بتزويده بالمعلومات الاستخبارية وتدريب جنود نظام كييف وإعطاء التوجيهات حول كيفية إجراء العمليات القتالية، وبالتالي الاقتراب من الخط الخطير المتمثل في صدام عسكري مع روسيا”.
وبيّنت زاخاروفا أن إجمالي المساعدات العسكرية التي قدّمها الغرب لأوكرانيا بلغت بالفعل 42.3 مليار دولار وأكثر من نصفها من الولايات المتحدة.
وأوضحت زاخاروفا أن الدول التي تخصّص مثل هذه المبالغ الضخمة وتزوّد نظام كييف بالسلاح هم المانحون والداعمون لهذا النشاط المتطرّف للغاية، لذلك يسعى حلف الناتو إلى إلقاء اللوم على أي شخص من أجل صرف الشكوك عن نفسه.
وبشأن مناورات الحلف، قالت زاخاروفا: إن المناورات حول الردع النووي لا تؤدّي إلى الاستقرار في أوروبا، ولا يزال خفض التصعيد ليس من أولويات الحلف، مضيفة: إن هذا الإجراء يعدّ توتراً إضافياً في ظل الوضع القائم.
إلى ذلك، أعلن ممثل روسيا الدائم لدى المنظمات الدولية في جنيف غينادي غاتيلوف أن صادرات الحبوب والأسمدة الروسية تواجه عدة مشكلات، مشيراً إلى أن تمديد الاتفاقية بين روسيا ومنظمة الأمم المتحدة بشأن الحبوب يعتمد على الضمانات التي تقدّمها المنظمة.
ونقلت وكالة نوفوستي عن غاتيلوف قوله في تصريحات صحفية اليوم: لا تزال صادرات الحبوب والأسمدة الروسية تواجه مشكلات لوجستية، مضيفاً: إن تمديد الجزء من الاتفاقية بين روسيا والأمم المتحدة الذي ينتهي في الشهر القادم يعتمد على الضمانات التي ستقدّمها الأمم المتحدة.
كذلك قال نائب المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة ديمتري بوليانسكي: إن تمديد الصفقة لتصدير الحبوب الأوكرانية عبر الممرات في البحر الأسود سيتوقف على نتائجها العملية.
وكانت الأمم المتحدة أعلنت في وقت سابق أن المشاورات بشأن تمديد صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية التي تم التوصل إليها في اسطنبول في تموز الماضي لا تزال مستمرة.
وتقضي الصفقة بين روسيا والأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا بتصدير المواد الغذائية الأوكرانية لمدة 120 يوماً عبر ممرات آمنة في البحر الأسود مع رفع القيود عن تصدير الأسمدة والأغذية الروسية.