موسكو تدعو مجلس الأمن لبحث نيّة كييف تفجير “قنبلة قذرة” واتهام روسيا
موسكو – تقارير
كمحاولة أخيرة لإظهار جديّة موسكو حول تجنيب العالم مخاطر نشوب حرب نووية، وإعلام الغرب بضرورة الامتناع عن تحريض النظام في كييف على الأعمال العدائية الذي جعله يستمرئ فكرة استخدام الإرهاب النووي ضدّ روسيا، دعت روسيا مجلس الأمن الدولي للانعقاد اليوم لإطلاعه على معلومات تؤكّد استعداد كييف لاستفزاز باستخدام “قنبلة قذرة” واتهام روسيا بذلك.
ونقلت وكالة تاس عن المصدر قوله: إن هذا الطلب يهدف إلى إطلاع المجلس “على معلومات تؤكد استعداد كييف لاستفزاز باستخدام قنبلة قذرة في المناطق التي لا تزال خاضعة لسيطرتها، واتهام روسيا بهذه الجريمة لتأليب الرأي العام الدولي والروسي على السلطة الروسية”.
وبيّن المصدر أنه وفقاً لإجراءات مجلس الأمن بعد مناقشة الموضوع الرئيسي قد يقترح الأعضاء مناقشة عدد من القضايا الإضافية كقاعدة عامة، حيث تُعقد مثل هذه المناقشات عادة في جلسات مغلقة.
من جانبه، أعلن مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن روسيا ستعدّ استخدام كييف قنبلة قذرة “عملاً إرهابياً نووياً”، إن أقدمت على ذلك.
وقال نيبينزيا: تدعو روسيا الدول الغربية إلى التأثير على النظام في كييف ليتخلى عن خططه للاستفزاز باستخدام القنبلة القذرة، مشيراً إلى أن “هذه الخطط ستكون لها عواقب وخيمة، وستؤدّي إلى خسائر كبيرة بين المدنيين”.
وأكد نيبينزيا أن موسكو لم تخطّط أبداً لاستخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، وقال: على خلفية الحملة الدعائية المعادية لروسيا التي تشنّها الدول الغربية نودّ أن نؤكد أن روسيا الاتحادية لم تكن تنوي ولا تنوي أبداً استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا، ولم تتحدّث القيادة الروسية ووزارة الدفاع أبداً عن إمكانية استخدام مثل هذه الأسلحة في أوكرانيا”.
من جهة ثانية، أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الأوكراني، ألكسي ريزنيكوف، أمس الاثنين، أن واشنطن ترفض التحذيرات الروسية بشأن “القنبلة القذرة”.
وجاء في بيان صدر عن المتحدث باسم البنتاغون، باتريك رايدر، أن أوستن أجرى مكالمة هاتفية مع ريزنيكوف “لتأكيد التمسك الثابت للولايات المتحدة بدعم قدرة أوكرانيا على مواجهة العملية العسكرية الروسية الخاصة”.
وأضاف البيان: إن “أوستن أدان القصف الروسي على البنية التحتية المدنية”، مشيراً من جديد إلى أن “الولايات المتحدة ترفض التصريحات الكاذبة العلنية من جانب روسيا وكل المحاولات لاستخدامها كذريعة للتصعيد المقبل”.
وتابع: إن الوزيرين “اتفقا على البقاء على اتصال وثيق”.
وفي الأسبوع الماضي أجرى أوستن محادثتين هاتفيتين مع نظيره الروسي، سيرغي شويغو.
من جهته أعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن في 23 تشرين الأول الجاري أن واشنطن لا تعدّ تحذيرات الجانب الروسي حول احتمال استخدام كييف “قنبلة قذرة” مبرّرة.
وقال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، سابقاً: ستتم مناقشة التهديد باحتمال استخدام “قنبلة قذرة” من أوكرانيا في مجلس الأمن الدولي. وأضاف: إن المعلومات التي قدّمها الجانب الروسي عن احتمال التخطيط لاستفزازات باستخدام “قنبلة قذرة” في أوكرانيا “موثوقة للغاية”، مشدّداً على أن “النفي الذي لا أساس له من الزملاء الغربيين أن هذه افتراءات وأن روسيا هي نفسها تخطط لفعل شيء من هذا النوع بهدف اتهام نظام زيلينسكي، هذا كلام لا ينمّ عن جدية”.
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الروسية أن الولايات المتحدة تشنّ هجماتٍ سيبرانية على روسيا بأيدي الجيش الإلكتروني الأوكراني.
وقال نائب مدير دائرة أمن المعلومات الدولي في الخارجية الروسية فلاديمير شين، خلال جلسة اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة: إن “قائد القيادة السيبرانية الأمريكية بول ناكاسوني اعترف علناً بشنّ هجمات سيبرانية ضد روسيا، وقبل كل شيء بأيدي الجيش الإلكتروني الأوكراني الذي أسّسه الأمريكيون”.
وأشار إلى أنه منذ بداية العام الجاري “ازداد عدد الهجمات على المواقع الروسية على الإنترنت بأكثر من 4 أضعاف بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي ومعظم الهجمات تنطلق من أراضي الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي”.
وتابع: إن “أبعاد العدوان السيبراني تؤكد أنها تجري بشكل منسّق من سلطات الدول الغربية مع إشراك ممثلي أوساط الهاكرز والشركات الخاصة”.
وأضاف: إن الدول الغربية “تطلق اتهاماتٍ لا أساس لها تجاه الدول التي لا تعجبها لصرف انتباه المجتمع الدولي عن الأعمال الخاصة بها”.
وأشار إلى أن “هدف ذلك هو توفير الغطاء للعدوان السيبراني غير المسبوق الذي تم شنّه ضد روسيا وغيرها من الدول”.