دوري كرة الظل.. مسابقة منسية والشغب يجتاح ملاعبها!
ناصر النجار
مرّ أسبوعان من دوري الدرجة الأولى لكرة القدم، وغداً ينطلق الأسبوع الثالث، وتبدو صورة الدوري من خلال النتائج الأولى المسجّلة أن الصدارة قد تكون محسومة في مكان ما من هذه المجموعات الأربع، وقد تكون مزدحمة في مكان آخر.
والترشيحات المبدئية تصبّ في مصلحة فرق الشرطة والعربي والمحافظة والنواعير وعفرين والساحل والحرية، لتكون فرسان المرحلة القادمة من الدور الثاني قبل الدور الحاسم المؤهل إلى الدرجة الممتازة.
خارج الإطار الفني والمنافسات على أرض الملعب، سجّلت “البعث” الكثير من الملاحظات على هذا الدوري الذي لا يمكن أن نطلق عليه أكثر من دوري الأحياء الشعبية، رغم ما يلبسه البعض من صفة رسمية.
والعوامل المشتركة بين دوري الدرجة الأولى ودوري الأحياء الشعبية كثيرة، منها أنها تلعب على الملاعب ذاتها، ومنها أن أغلب لاعبي الدرجة الأولى متعاقدون مع فرق الأحياء الشعبية وهذا أمرٌ معروف للجميع.
اتحاد كرة القدم مصرٌّ على أن يبقى هذا الدوري في مواقعه، فلم يمنع لاعبيه مثلاً من اللعب مع فرق الأحياء الشعبية، وهو يصرّ على أن يقام الدوري على ملاعب غير صالحة وغير نظامية!.
والمشكلة ليس بالملعب وأرضيته غير الصالحة لرعي الأغنام فقط، إنما المشكلة بكل شيء حول الملعب، من سور وتوفر التجهيزات والملحقات والمستلزمات، فلا يوجد في هذه الملاعب مرافق صحية وغرف الحكام والمراقبين والفريق الآخر سيئة جداً، فضلاً عن أن الجمهور يكون ملاصقاً لأرض الملعب في بعض الملاعب بطريقة لا تمنع وصول الجمهور إلى أرض الملعب.
هذه المعاناة مستمرة لسنوات وستستمر لسنوات قادمة، فلا أحد يحرك ساكناً في هذه الملاعب، لذلك تحوّل الدوري من ناحية الشكل إلى دوري للأحياء الشعبية.
وازدادت مشكلات هذا الدوري وتنامى الشغب في ملاعبه بظاهرة غير مسبوقة، فباتت نصف مبارياته على الأقل تنتهي بمشكلة ما، لدرجة أن بعض الفرق ستلعب هذا الأسبوع بلا جمهور، كالنواعير ومورك والتضامن، فضلاً عن عقوبات إضافية عديدة طالت بعض المدرّبين والإداريين واللاعبين لخروجهم عن النص في المباريات السابقة.
من المستحسن أن تتمّ العناية بهذا الدوري الظل لأنه رديف كرتنا في كلّ شيء، ويجب ألا نقتصر بالتعامل معه على أنه نشاط رسمي فقط، فهذا لا يكفي وهو من السلبيات، لأن تطور كرتنا يجب أن ينسحب على كلّ الدرجات والفئات، ودون ذلك لا يمكن لكرتنا أن تبصر النور.