ثقافةصحيفة البعث

ولادة الإمبراطورات في العصر الروماني

سمر محفوض

أقامت لجنة سيدات الأعمال في غرفة تجارة حمص، بالتعاون مع جمعية العاديات، محاضرة بعنوان “ولادة الإمبراطورات – الحضارة بحمص في العصر الروماني”، في مقرّ غرفة التجارة بحمص.

واستعرض د. نزيه بدور رئيس جمعية العاديات الحالي في مدينة حمص تاريخ  نشوء مملكة حمص، ودور “آل شمسيغرام” في ازدهار المملكة (أسرة شمسيغرام معروفة أيضاً باسم سلالة إيمسّاني)، لافتاً إلى أن حدود مملكة حمص “ايميسا” في الحقبة الرومانية كانت من الرستن “اريتوزا” شمالاً إلى وادي البقاع غرباً وتدمر شرقاً ويبرود جنوباً، وكانت مملكة غنيّة بالمال وقوية بالرجال، وهي من أوائل الممالك التي تحالفت مع الإمبراطورية الرومانية في الشرق، وقد أسّسها السلوقيون في القرن الرابع قبل الميلاد، واستطاعت تحت حكم السلالة الحمصية الحفاظ على استقلالها المبنيّ على التحالف مع الإمبراطورية الرومانية التي شهدت ازدهاراً ثقافياً واقتصادياً، منوهاً بأن سد قطينة يعتبر من أقدم سدود العالم القديمة، وما زال قائماً حتى اليوم، ويقع بالقرب من أنقاض تل قادش الذي شهد أشهر معركة في التاريخ القديم بين المصريين والحثيين، حيث  أمر الاسكندر المقدوني بترميم السد تكريماً للمعركة التاريخية التي وقعت هناك. وعن دور المرأة الحمصية في حكم روما، أشار بدور إلى أربع إمبراطورات حكمن العالم ابتداء من جوليا دمنا التي أنجبت الإمبراطور كركلا، وأختها جوليا ميسا، التي أنجبت إيلو كابل إله الجبل، وجوليا ماميا والدة آخر إمبراطور روماني، حيث حكمت تلك الأسر حتى عام 235.

ومجمل “الأباطرة الحمصيين لروما” خمسة هم غيتا كاراكالا، إيلا جبل، ألكسندر سيفيروس، أوروانوس أنطونينوس، كذلك انحدر من سلالة آل شمسيغرام الفيلسوف الحمصي “لونجينوس” مستشار الملكة زنوبيا والطبيب الشهير مارليان والفيلسوف الأفلاطوني الشهير يامبليخوس. وسلّط بدور الضوء على أهم المواقع الأثرية الخاصة بالأسرة قبل الحكم البيزنطي السورية مما يؤكد دور المرأة  السورية المؤثر في بناء الحضارة، كما تحدث عن الآثار المعمارية التي تنتمي إلى تلك الحقبة وضرورة الاهتمام بالتراث المادي واللامادي لسورية التاريخ والحضارة المشرق.

الباحث التاريخي نهاد سمعان، في مداخلة له، أشار إلى أن باسيليونس هو الملك الذي ازدهرت التجارة خلال فترة حكمه، وأن السوريين قاموا بإنشاء ما يمكن تسميته غرف تجارة على مساحة حوض المتوسط للتواصل التجاري مع شعوب تلك المنطقة، كما أن سد قطينة الأثري يعدّ تحفة معمارية بمفيضه ذي الحجارة والتي تعتبر أحد التحف النحتية المميزة.