شارع بارون الحلبي الأكثر شهرة.. يفتقد لحيويته ونشاطه
حلب – معن الغادري
لم يعد شارع بارون، الأكثر مكانة وشهرة في حلب، يضج بالحياة والأضواء والناس، حتى ساعة متأخرة من الليل، وفي معظم الأحيان حتى الساعات الأولى من الصباح، كما كان سابقاً. وهو يكاد يكون اليوم منسياً من قبل المعنيين بالشأن الخدمي، بالرغم من كل ما سمعناه، خلال الاجتماعات، عن الاهتمام بوسط المدينة وتسريع عجلة البناء والإعمار، ضمن جدول الأولويات التي وضعها مجلسا المحافظة والمدينة، عقب تطهير حلب من الإرهاب، قبل أكثر من ست سنوات.
حال شارع بارون، وامتداداته في كل الاتجاهات، وحسب قول شاغلي هذا الشارع الحيوي – من محال تجارية ومطاعم ومقاه ودور للسينما وفنادق ووكالات سياحية، وغيرها من المهن والحرف – يزداد سوءاً، مع تردي الواقع الخدمي، وعدم تشميل هذا الشارع ضمن خطط إعادة تأهيل البنية التحتية والمرافق، وترميم ما تضرر منه جراء الإرهاب، ليعود إليه الوهج مجدداً، وليستعيد دوره كواحد من أهم دعائم المدينة تجارياً وسياحياً، سيما وأنه حظي بشهرة عالمية واسعة منذ عشرات السنين، وزاره رؤوساء وزعماء وشخصيات ثقافية وفنية واعلامية لها ثقلها وقيمتها في سجل التاريخ القديم والحديث.
يقول أحد أصحاب المكاتب السياحية: الشارع لم يعد يرتاده الناس، كما كان في السابق، لتوقف معظم شاغلي هذه المنطقة عن العمل، وغياب الدعم المطلوب لإعادة نشاطهم التجاري. ويضيف: معظم الفنادق متوقفة عن العمل وهي بحاجة إلى ترميم وتأهيل، وكذلك هناك مواقع في صدر هذا الشارع، منها مقهى رمسيس الذي تحول إلى مكب للقمامة وبؤرة لانتشار القوارض والحشرات الضارة، يضاف إلى ذلك تراجع الجانب الخدمي، وعدم توفر الانارة، كباقي الشوارع الرئيسية، ما يؤثر بالتالي على حركة الشارع التي تتوقف تماماً مع غياب الشمس، وللوهلة الأولى تحسبه مهجوراً.
ويوافقه الرأي صاحب مقهى البرازيل، المقهى الأشهر في حلب، والذي لطالما كان ملاذاً محبباً لكبار الشخصيات الفنية والأدبية والفكرية، حتى سنوات قليلة جداً. ويطالب صاحب المقهى، وجيرانه من أصحاب المحال التجارية، بضرورة إيلاء هذا الشارع الأهمية المطلوبة لجهة الخدمات، وتحفيز المترددين والمتأخرين من أصحاب الفعاليات وحثهم على معاودة نشاطهم التجاري والسياحي، وخاصة بما يتعلق بإعادة تأهيل الفنادق والمطاعم في هذه المنطقة، وتنظيم الشارع، وإنارته ليلاً، وازالة كل ما يشوه هذا الشارع الأثري والتاريخي، ليعود كما كان سابقاً قبلة للزائرين والسياح من خارج المحافظة.
المهندس بدر ناصيف، مدير خدمات مركز المدينة، أوضح أنه يتم يومياً القيام بأعمال النظافة وترحيل القمامة وشطف الشارع، وكل ما يلزم من أعمال خدمية، بما فيها تمليس وتشهيل الأشجار، بالإضافة الى معالجة أي شكوى تردنا فوراً. أما فيما يتعلق بتحول بعض الأماكن إلى بؤرة للحشرات والقوارض، نتيجة تضررها وعدم ترميمها، فإنه سيتابع الموضوع مع الجهة المختصة في مجلس المدينة لمعالجتها.
وبما يخص إنارة الشارع ليلاً ، أفاد المهندس أحمد العبد الله، مدير دائرة الانارة في مجلس المدينة، أنه سيتابع الموضوع فوراً وسيوجه الورشات لإجراء عمليات الصيانة لأعمدة الإنارة في الشارع، واصلاح الأعطال إن وجدت.