واشنطن تايمز”: 59% من الناخبين الأمريكيين يتوقّعون حرباً أهلية
واشنطن – تقارير:
مع اشتداد الحملات الإعلامية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي اليوم عشية فتح مراكز التصويت في انتخابات التجديد النصفي في الولايات الأميركية، نشرت صحيفة “واشنطن تايمز” الأميركية، استطلاعاً للرأي أظهر أنّ ما يقارب نصف الناخبين يعتقدون أنّ الحكومة الأميركية تديرها “عصابة سرية”، كما أكدت أغلبية المستطلعين أن الاستبداد في الولايات المتحدة آخذ في الازدياد، وأن 59% منهم يعتقدون أن البلاد تتجه نحو حرب أهلية ثانية.
جاء ذلك في وقت حذّر فيه الرئيس الأميركي جو بايدن، من أنّ فوز الجمهوريين قد يُضعف المؤسسات الديمقراطية في أمريكا، كما أرجع الأزمات الاقتصادية التي تشهدها بلاده إلى سلفه دونالد ترامب، مشيراً إلى أنه ورثها منه، وفي المقابل، أعلن ترامب “في ظلّ تلميحات عديدة إلى نيّته الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة” أنه سيصدر إعلاناً مهمّاً الأسبوع المقبل.
وفي تفاصيل استطلاع الرأي الذي نشرت نتائجه صحيفة “واشنطن تايمز”، تبيّن أنّ ما يقارب نصف الناخبين يعتقدون أنّ الحكومة الأميركية تديرها “عصابة سرية”.
وقالت الصحيفة: “إنّ “نحو 44% من الناخبين المستطلَعين يعتقدون أنّ الحكومة الفيدرالية تسيطر عليها عصابة سرية”، وفقاً لاستطلاع أجرته مجموعة “Benenson Strategy Group”.
وأوضحت الصحيفة، أنّ “الاستطلاع شمل موافقة أغلبية المواطنين المؤيّدين للحزب الجمهوري ممّن جرى استطلاع آرائهم والمقدّرين بـ53%، و41% من الناخبين المستقلين، في مقابل 37% من المؤيّدين للحزب الديمقراطي”.
كذلك يرى 71% من المستطلَعين أن الاستبداد في الولايات المتحدة آخذ في الازدياد، وأن 59% منهم يعتقدون أن البلاد تتجه نحو حرب أهلية ثانية.
يُذكر أنّ استطلاعات الرأي التي أجريت أخيراً في الولايات المتحدة، بيّنت أنّ السخط الاقتصادي وانخفاض شعبية الرئيس بايدن دفعا الناخبين إلى ترجيح كفّة الجمهوريين، ما يضعف موقف الديمقراطيين في الانتخابات النصفية الجارية حالياً.
في السياق ذاته، أظهر استطلاع للرأي أجرته “واشنطن بوست” و”ABC News” أخيراً، أنّ الحزب الجمهوري يتقدّم على نظيره الديمقراطي من حيث ثقة الناس به، بشأن التعامل مع مسألتي الاقتصاد والتضخم، وكذلك مع قضية “الجريمة”، بينما يتقدّم الحزب الديمقراطي على نظيره الجمهوري في مسألة التعامل مع الإجهاض.
وتشير نتيجة الاستطلاع الإجمالية إلى أن 49% من المستطلعين يفضّلون سيطرة الجمهوريين على الكونغرس في مقابل 48% يفضّلون سيطرة الديمقراطيين.
وبما يعكس الحالة الانقسامية التي تعيشها أمريكا، أخذت وكالات الاستخبارات والشرطة الأميركية بالاستعداد للتعامل مع مجموعة من التهديدات المحتملة الموجّهة ضد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس حسب موقع “سكاي نيوز” الذي أشار إلى أنها تشمل استعداد السلطات للتعامل مع العنف الذي يقف خلفه من سمّاهم “متطرّفين”، إلى جانب الهجمات الإلكترونية والتضليل على وسائل التواصل الاجتماعي و”ترهيب الناخبين” حسب الموقع.
وقال أحد مسؤولي وزارة العدل الأمريكية في تصريحات لوسائل الإعلام: “أعتقد أننا مستعدون على أكبر قدر ممكن”، مضيفاً: إنه على الرغم من ذلك فإن الناس “قلقون ومتوترون”.
وقال مكتب التحقيقات الفيدرالي: إن التهديدات الأعلى تأتي في الولايات التي اعترض فيها الرئيس السابق على نتائج انتخابات 2020، مثل أريزونا وكولورادو وجورجيا وميشيغان وبنسلفانيا ونيفادا وويسكونسن.
فضلاً عن ذلك، سيقوم مكتب التحقيقات الفيدرالي بنشر عدد من أفراده في مراكز الاقتراع للتعامل مع جرائم الانتخابات على الأرض.
في الأثناء، قال بايدن أمام حشد في جامعة “بووي”: “نمرّ اليوم بمنعطف خطر. نعلم تمام العلم أنّ ديمقراطيتنا في خطر، ونعلم أنّ هذه هي اللحظة المناسبة للدفاع عنها”.
وفي تغريدة له هاجم فيها سلفه ترامب دون أن يسمّيه، قال بايدن: “لقد ورثت عجزاً ضخماً ناجماً بشكل جزئي عن خفض ضريبي غير مدفوع بقيمة 2 تريليون دولار، استفاد منه الأثرياء”.
من جانبه، قال ترامب: إنّ “إعلاناً مهمّاً جداً” سيصدر عنه الأسبوع المقبل، وسط تكهنات بأنّه قد يكشف عن نيته خوض الانتخابات الرئاسية عام 2024.
وكان ترامب قال أمام حشد من أنصاره في مدينة أوهايو: “من دون التقليل من أهمية الانتخابات المهمّة جداً، بل المصيرية غداً، سأعلن عن أمرٍ مهمٍّ جداً الثلاثاء في 15 تشرين الثاني في مارالاغو في بالم بيتش بفلوريدا”.
وفي هجوم على الديمقراطيين وبايدن، كان ترامب قال أمام تجمع حاشد في ولاية بنسلفانيا: “إذا كنتم تريدون وقف تدمير بلادنا وإنقاذ الحلم الأميركي، عليكم إذاً أن تصوّتوا هذا الثلاثاء لمصلحة الجمهوريين”.
يُذكر أن عشرات الملايين من الأميركيين سيختارون كل أعضاء مجلس النواب الـ435 وثلث أعضاء مجلس الشيوخ، وحكام 36 ولاية من أصل 50، ويحتاج الجمهوريون للفوز بـ6 مقاعد إضافية فقط في مجلس النواب، ومقعداً إضافياً في مجلس الشيوخ، ليحظوا بأغلبية الكونغرس.
وتكتسب هذه الانتخابات أهميتها من أنها تمثل استفتاءً على إدارة بايدن، كما أنها تشكّل رهاناً لدى ترامب في العودة إلى المشهد السياسي تمهيداً لانتخابات الرئاسة عام 2024.